ثيئودور الموبسويستي
مثل معلمه دیودور ولد ثيئودور في أنطاكية أيضا.
درس الخطابة والأدب على يد الخطيب والفيلسوف الوثني ليبانيوس الذي في مدرسته بدأ ثيئودور علاقة شخصية استمرت طيلة حياته مع يوحنا ذهبي الفم.
طبقا لما ذكره القديس يوحنا ذهبي الفم كان ثيئودور من أسرة كريمة، وكان غنياً ويعتقد أن والديه كانا مسيحيين. وهناك رأي آخر بأنه ولد وثنياً.
ترك ثيئودور المتحف والفن ومجالس الندوات وتبع قدوة ونصائح صديق الدراسة القديس يوحنا ذهبي الفم، فذهب إلى المدرسة الرهبانية التي لديودور وكارتيريوس على مشارف أنطاكية وتتلمذ عليهما.
بعد قليل ترك المدرسة الرهبانية والحياة الرهبانية أيضا ورجع إلى المنتديات وبدأ يكمل دراسته القانونية ليصير محامياً.
و أغوي ثيئودور من قبل إمرأة جميلة إسمها هيرميونا. تعامل القديس يوحنا ذهبي الفم مع هذه التجربة كطبيب ماهر للنفوس، فلم يوبخه لسقطته ولكن من خلال الحب والرأفة ساعده في ضعفه وأظهر له الحب الإلهي. أرسل له رسالتين بليغتين يسأله فيهما أن يتوب ويعود إلى الرهبنة، واستجاب ثيئودور.
في ۳۸۳م رسم فلافيان الأنطاكي ثيئودور قساً بينما كان عمره حوالي ثلاثة وثلاثين عاماً.
عارض بشكل قاطع الهرطقات الآريوسية والأنوميانية الذين ينادون بعدم مشابهة الابن للأب anomoios – و بالطبع عدم مساواته أيضا. أي يرفضون كل من التعبيرين Homoousios و Homotious ios) والأبولينارية والأوريجانية والسحر الفارسي.
في عام ۳۹۲م تمت ترقيته – بعد وفاة الأسقف أوليمبيوس – إلى كرسي موبسويستيا، في كيليكية سيكوندا.
يعتبر هو الوحيد من بين المفسرين القدامى الذي لم يقبل التفسير التقليدي المسلم من الآباء بأن العريس والعروس في سفر نشيد الأنشاد هما المسيح والكنيسة واعتبر أن هذا السفر هو مجرد قصيدة حب، ولذلك رفض الاعتراف بقانونيته ولم يعتبره من الأسفار المقدسة.
توفي في 428م بعد أن حصل على شهرة واسعة. يقدره كثيراً بعض معاصريه، ولكنه أدين كهرطوقي بعد حوالي مائة وخمسة وعشرون سنة من وفاته، مشاركاً معلمه دیودور الطرسوسي نفس المصير.
عقيدته في طبيعة السيد المسيح:
انتهي باردینهيوير Bardenhewer إلى هذه النتيجة:
ما تحت أيدينا فقط شذرات متناثرة من أعماله ولكنها كافية للتأكيد على أن ثيئودور كان نسطورياً قبل نسطور. ومثل دیودور علم بوجود شخصين في السيد المسيح، الطبيعة الإلهية هي شخص والطبيعية الإنسانية هي شخص آخر، وأن اتحادهما يكون في الفكر والإرادة، يعبد المسيحيون رباً واحداً، لأن الإنسان الذي اتصل بالكلمة (اللوغوس) في إتحاد معنوي، ارتفع – مكافأة له على مثابرته – إلى الكرامة الإلهية”.
و كل تأكيداته على الاتحاد الطبيعي تقوم على فهمه له على أنه مجرد “اتصال” وليس “اتحاد” وبالتالي كانت غير مقبولة”.
و يعلن ثيئودور أن الكلمة لم يتخذ فقط مجرد جسد أي طبيعة بشرية، بل إنساناً كاملاً من جسد ونفس، وله شخصه الخاص (العظة ه: ۱۹).
تمت إدانته، ومنذ المجمع المسكوني الخامس (عند الروم الأرثوذكس) الذي عقد في القسطنطينية 553م أعتبر نسطورياً قبل نسطور.
يعتبر ثيئودور نموذجا تاما يمثل المدرسة الأنطاكية في التفسير الحرفي، ويعتبر إلى حد بعيد من أشهر كتابها و مؤلفيها.
و تكرمه الكنيسة النسطورية وتعتبره “الشارح العظيم للكتب المقدسة والذي لا يسبقه أحد”.
و من جملة تعاليمه الخاطئة:
واحد هو الإله الكلمة وآخر هو المسيح الذي يتأثر بالأهواء النفسية والشهوات البدنية. ثم انفصل عن الشرور شيئاً فشيئاً. وبعد أن تبرر بأعماله وصار بلا لوم، اعتمد كإنسان محض باسم الآب والابن والروح القدس. فاقتبل في عماده نعمة الروح القدس واستحق موهبة البنوة. فيسجد له – بمساواة الصورة الملكية – في شخص الإله الكلمة. وبعد قيامته صار كاملا لا يخطيء”.
كتاباته
تفسير العهد القديم: • سفر التكوين موجود مقاطع منه باليونانية واللاتينية والسريانية • شذرات من سفر الخروج • سفر المزامير جزء منه باللاتينية. وهو أول ما كتب ثيئودور وعمره ۲۰ سنة. رفض التفسير المسياني الذي اقترحته مدرسة الإسكندرية الرمزية • بعض الآيات من المزامير • أسفار الإثني عشر نبياً الصغار تعليقات وحواشي. وهو الوحيد الباقي كاملاً في أصله اليوناني وذلك لأنه لا يحتوي آرائه الكريستولوجية • سفرا ص موئيل الأول والثاني • سفر أيوب • سفر الجامعة • سفر نشيد الأنشاد موجود منه 4 مقاطع فقط • أسفار الأنبياء الكبار، توجد شذرتين فقط باقية منه.
تفسير العهد الجديد: • إنجيل يوحنا، موجود بكامله بالسريانية بالإضافة إلى شذرات باليونانية حفظها ميني Migne • لوقا ومتى وأعمال الرسل، شذرات فقط باقية منهم • رسائل القديس بولس.
أعمال أخرى: عن صلوات القداس الإلهي والتلمذة واللاهوت.
و عظات تعليميه: 16 عظة، العشرة الأولى منها تتكلم عن الإيمان كما هو في قانون إيمان آباء مجمع نيقية،بينما الست عظات الأخرى تشرح الصلاة الربانية، صلوات المعمودية وسر الإفخارستيا، وقد وعظها بين عامي ۳۸۸ و ۳۹۲م في أنطاكية عندما كان لا يزال قساً. ويعتقد البعض أنه من الجائز أن يكون قد قالهاأثناء أسقفيته ما بين 392 و 428م.
العظة الخامسة ذات قيمة خاصة لأنها تشرح عقيدته الخاطئة في طبيعة السيد المسيح: بسبب كل ذلك قال آباؤنا القديسون وحذروا أنه تجسد وصار إنسانا من أجل أن نؤمن أن الواحد الذي اتخذه الله الكلمة وسكن فيه هو إنسان كامل تام في كل شيء من ناحية الطبيعة البشرية، ويتكون من جسد بشري مائت ونفس عاقلة، هذا الذي من أجل الإنسان وخلاصه نزل من السماء.
نلاحظ هنا تطوره في فهمه لطبيعتي السيد المسيح، فإنه لم يعد يقول إن السيد المسيح يتكون من الكلمة اللوغوس والجسد ولكن من الكلمة الأزلي وإنسان.
في التجسد: وهو أكثر مقال اقتبس منه. كتبه قبل أسقفيته وهو ضد الآريوسية و الأنوميانية والأبولينارية.
أعمال أخري: الأسرار في الإيمان – الكهنوت – في الروح القدس۔ ضد مكدونيوس- ضد أونوميوس (إفتوميوس) – ضدمن يقولون إن الخطية موجودة بالفطرة في طبيعة الإنسان – ضد أعمال السحر في الرهبنة – ضد الرمزية.
كتاب يدافع فيه عن القديس باسيليوس. و عظة في التشريع.
كتاب اللآليء: وهو يشمل رسائله التي أرسلها الأشخاص مختلفين.
الكنيسة الجامعة | |||
آباء وكتاب أنطاكية وسوريا | |||
تاريخ الكنيسة |