يوستين الشهيد
أهم المدافعين في القرن الثاني وأحد أنبل شخصيات الأدب المسيحي المبكر. و أول مفكر مسيحي يحاول أن يصالح مطالب الإيمان مع العقل.
أول كاتب مسيحي يضيف نظيراً للمقارنة التي عقدها القديس بولس بين آدم والمسيح بمقارنة أخرى بين العذراء وحواء (الحوار 100).
وفي كتاباته لم يفرق القديس بين اللاهوت والفلسفة بطريقة دقيقة.
ميلاده ونشأته
ولد حوالي سنة 100م، في فلافيا نابوليس، نابلس الحالية بفلسطين من أبوين وثنيين.
التحق بمدارس فلسفية لعلها تقدر أن تشبعه، فالتحق بمدرسة الرواقيين ثم المتجولين وأخيرا الفيثاغوريين حتى انتهى بحثه بالإيمان المسيحي.
كان تلميذاً لسقراط وأفلاطون. راقته الأفلاطونية بعض الوقت إلى أن كان يسير مرة على شاطيء البحر وقابله رجل عجوز أقنعه أن الفلسفة الأفلاطونية لا يمكن أن تشبع قلب الانسان ولفت نظره إلى أن “الأنبياء وحدهم يعلنون الحق”.
يحكي القديس يوستين (8.Dial):
“بعد أن كلمني بهذه الأمور وكثير غيرها … ذهب في طريقه، بعد أن دعاني أن أهتم بالأمر وأدرسه، ولم أره بعدها. ولكن اشتعلت واستضاءت نفسي للوقت وامتلكني حب للأنبياء و أولئك الرجال أصحاب المسيح.
وبينما كانت كلماته تدور في عقلي أفكر فيها، اكتشفت أن هذه الفلسفة وحدها هي الآمنة والنافعة… وتمنيت أن يكون لكل الناس نفس فكري وأن لا ينحرفوا عن عقائد المخلص .”
وهكذا اعتنق المسيحية كأقدم وأصدق وأروع كل الفلاسفة.
بعد اعتناقه المسيحية، والذي يرجح أن يكون قد حدث في أفسس کرس حياته كلها للدفاع عن الإيمان المسيحي. ارتحل من مكان إلى مكان كمعلم متجول مرتدياً رداء الفلاسفة. وصل إلى روما أثناء حكم أنطونيوس بيوس (۱۳۸-۱۹۱م).
فتح مدرسة في روما تتلمذ فيها تاتيان، وربما أيضا میلتیادس.
إستشهاده
يدعي القديس يوستين “الشهيد” من أجل شهادته حتى الموت مع ستة رفاق في روما حوالي 165م، في أوائل حكم مرقس أوريليوس. كان مقتنعا “أن كل انسان في إمكانه أن يقول الحق ولا يقوله، سوف يدان من الله.” (82.Dial) “.
ويقول أيضا: “لا أبالي بشيء إلا بقول الحقيقة، أقولها ولا أهاب أحدا، ولو كنتم ستقطعونني في الحال إربا إربا”. (128.Dial)
أعماله
يذكر لنا يوسابيوس قائمة تشمل ۸ أعمال للقديس يوستين: دفاعين، ضد اليونانيين، التفنيد لليهود، في سيادة الله (سلطة الله العليا)، المزامير (ربما كتاب ألحان كنسية)، في النفس، وحواره مع تريفو. لم يبق منها سوى “الدفاعين” و “الحوار مع تريفو اليهودي “.
كان كاتباً ذا انتاج غزير. كتب “دفاعه حوالي 155م، ووجهه إلى الإمبراطور أنطونيوس بيوس وزملائه؛ و “الحوار مع تريفو” بعد ذلك بفترة وجيزة، الذي دافع فيه عن المسيحية ضد هجوم اليهودية وذلك عن طريق مناقشة بين يوستين ويهودي اسمه تريفو.
عن اليوم الثامن و عن ملك المجد في القيامة كتب يوستين قائلا : في الطوفان تم سر خلاص الإنسان، ونوح البار ومعه أناس آخرون أي زوجته وأبناؤه الثلاثة وزوجاتهم يشكلون رقم ۸، وبهذا أظهروا رمزية اليوم الثامن الذي فيه ظهر مسيحنا قائما من بين الأموات، والذي هو اليوم الأول، لأن المسيح بكر كل خليقة، صار بمعنى جديد رأس جنس جديد، ذلك الجنس الذي ينال الميلاد الثاني بواسطته هو، بالمياه والخشبة التي تضمنت سر الصليب، كما خلص نوح بخشبة الفلك.
عندما قام المسيح من بين الأموات وصعد إلى السماء، أمر الرؤساء الذين أقامهم الله في السماء أن يفتحوا أبواب السماء، لكي يدخل ملك المجد (مز24: 7) ويصعد لكي يجلس عن يمين الآب، حتى يضع أعداءه موطنا لقدميه، لكن عندما رآه رؤساء السماء بلا جمال ولا كرامة ولا مجد، لم يعرفوه، وقالوا “من هو ملك المجد”.
من كتاب نظرة شاملة لعلم الباترولوجى للقمص تادرس يعقوب ملطي
الكنيسة الجامعة | |||
تاريخ الكنيسة |