كتاب الراعي لهرماس
جاء في القانون الموراتوري الذي يعود إلى القرن الثاني أن هرماس صاحب كتاب الراعي هو أخو بيوس الأول أسقف روما (142/140م-155/150م)، وارتأى أوريجانوس (.10:31.Comm.in Rom) أن صاحب هذا الكتاب هو هرماس المذكور في رومية 16: 14.
توجد شهادات من القرن الثاني، إذ يستشهد به:
- إيريناوس (.5:8.Eusebius:H. E)
- كليمندس الإسكندري (.1:29 Stromata)
- أوريجانوس (.14:1.Comm.on Matt)
- ووجد في المخطوطة الإسكندرانية للكتاب المقدس مع رسالة برناباس بعد الكتب المقدسة (ربما ككتاب كنسي هام). ولكن لا تعتبره الكنيسة سفراً قانونياً.
لم يكن الكاتب أديباً، فقد جاءت لغته بسيطة وعامية؛ وبالنظر إلى طابعه النبوي نجد صعوبة إن لم نقل عدم إمكانية فهم بعض الأمور. كما يقتبس أيضا من الكتب المنحولة ومن كتب المسيحيين والوثنيين على السواء، ومن اللاتينية والكتبة اللاتين.
لم يكن هرماس مدرباً في العقيدة، نراه يخلط بين ابن الله والروح القدس (قابل المثل ۹:۱ بالمثل 6:5). لذلك أوصى الآباء بعدم أخذ أي عقيدة منه.
ما أحبه آباء الكنيسة الأولى فيه ليس فكره اللاهوتي، وإنما تعليمه السلوكي الأخلاقي، وفهمه للحياة المسيحية.
درج كتاب الراعي لهرماس بين كتابات الآباء الرسوليين، لكنه في الحقيقة ينتمي إلى الرؤى الأبوكريفا. هو كتاب رؤيوي قدم الرؤى الهرماس خلال رمزين سماويين: الأول امرأة عجوز كشفت له الرؤی الأربع الأولى، والثاني ملاك التوبة ظهر في شكل راع في الرؤية الخامسة قدم له الوصايا والأمثال.
ما يقوله صاحب كتاب “الراعي” يصعب فيه التمييز بين ما هو رمز وما هو حقيقي. وهو يقتبس من الكتاب المقدس دون أن يورد آیة بحرفيتها.
يحوي كتاب الراعي ثلاث مجموعات: خمس رؤی، واثنتي عشرة وصية، وعشر أمثال، غير أن واضع الكتاب يقدم تقسيما آخر وهو :
١. القسم الأول يحوي الأربع رؤى الأولى التي أعلنتها الكنيسة له.
٢. القسم الثاني يبدأ بالرؤيا الخامسة حيث يقدم الراعي الوصايا والأمثال، وهو القسم الأطول والأهم.
الكنيسة الجامعة | |||
تاريخ الكنيسة |