تفسير سفر أيوب أصحاح 21 للقديس يوحنا ذهبي الفم

الإصحاح الحادى والعشرون
رد أيوب
انظروا معى بالأحرى ما حدث في الحقيقة

1 – ” أجاب أيوب وقال: اسمعوا كلماتى فاكون قد نلت فقط هذه التعزية منكم”.(21:21)

أي لكي تعرفوا أننى لم أنل منكم أية منفعة، لأن الموقف لم يحدث هكذا (أى أن اتهاماتكم التي بنيتموها على نتائج الأحداث التي صادفتني هي باطلة).

2 – ” أقيمونى وسأتكلم ، وبعد ذلك لن تسخروا مني. ماذا ! هل الذي يلومني إنسان؟ ولماذا ينبغى ألا أغضب؟ انظروا إلي واندهشوا وضعوا يدكم على فمكم. لأنه عندما أتذكر نفسى اضطرب وتجتاح الأوجاع لحمي“ (21: 3- 6).

قال أيوب: لنفترض أننى ضال وأثيم، لكني لن أجنى منفعة من هذه الملاحظات، وأنا أعلم أنكم تسخرون منى ومع ذلك لن أتنازل (عن برى).

وهو قال: «ماذا ! هل الذى يلومني إنسان؟»

أى لا يمكن لإنسان أن يلومني. إذ ليس مع إنسان أنا أصارع.

“عندما أتذكر نفسى اضطرب وتجتاح الأوجاع لحمي”

لاحظ كيف يدافع عن نفسه دائماً وكيف يضع مقدماً أوجاعه، وكيف يشير إلى سبب الكلمات الرهيبة التي سينطقها، لأنه ليس من نفسه ولا بدءاً من موقف من هو مقبوض عليه أنه عبّر عن نفسه هكذا، إنما لأن نفسه مضطربة وأفكاره كانت مظلمة.

الأشرار يشيخون في الرفاهية

3- قال أيوب: “لماذا تحيا الأشرار، نعم ويشيخون في الغنى؟ (7:21).

إن هذا الكلام برسم أو باسم صديقه (صوفر) ، لأنه قال «مسرة الفجار هلاك» (20: 5)، وأضاف قوله “لو كانت تقدماتهم تصعد إلى السماء” (20: 6) سيتلاشون بقدر ارتفاعهم. «لماذا تحيا الأشرار، نعم ويشيخون في الغنى؟».

“نسلهم بحسب هواهم وأبناؤهم تحت أنظارهم بيوتهم مزدهرة، ليس هناك مجال للخشية والرب لا يزجرهم بسوطه.

بقرتهم لا تلد قبل الأوان وبهائمهم عندما تكون حوامل تنجو (من الموت) ولا تجهض، إنها تبقى كقطيع لا يفنى وأولادهم يلعبون أمامهم، يأخذون بيدهم المزمار والقيثار ويطربون بصوت المزمار. يقضون حياتهم فى رفاهية ويرقدوا في راحة القبر .(21: 7-12)

كما لو أن الله لم ير أعمالهم

4- أنت ترى (أيها القارئ) كيف أنه لم يقل إن هذا سيدوم إلى الأبد، والمرعب هو “يقول الشرير للرب: ابتعد عني لا أريد أن أعرف طرقك. من يستطيع أن يجبرنا على خدمتك؟ وأية منفعة هناك حتى نتقدم ونقترب منه؟ فخيراتهم كانت في يدهم، لكن (الله) لم يلقى نظرة على أعمال الأشرار (14:21- 16).

قال أيوب: لا ينبغى فقط الاندهاش أن ضلالهم لن يكلفهم بمثل هذه العطايا بالمقابل بل أيضاً سيجعلهم هذا النجاح (في الحياة) أكثر سوءاً.

لكن الله سيعاقب الأشرار

5- قال أيوب: “يقول الشرير للرب : ابتعد عني لماذا ؟ ” لأن خيراتهم كانت في يدهم”. ” مع ذلك سينطفئ سراج الأشرار “(17:21)

6- سيأتى عليهم الإفناء وستمسكهم أوجاع يثيرها غضبه. وسيكونون كالتين قدام الريح، وكالتراب الذي تثيره الزوبعة (21: 17، 18)

قال أيوب: نعم هم يستمتعون بالنجاح، لكن بالمثل أيضاً سيعانون من تقلبات الدهر.

7- قال أيوب: “إنه لن يترك ممتلكاته لأبنائه، والله بالمقابل سيعاقبه ويعرفه أن عينيه يمكنها أن ترى هلاكه وأن الرب لن ينجيه، لأن شهوته (كامنة) في بيته ومعه (تموت). وعدد أشهره قد قطعت فجأة. أليس الرب هو الذي علمنى الفهم والعلم؟ (21: 19-22)

حيث أن الذى قد تكلم قبله قال أنه منذ الوقت الذي جبل فيه الإنسان على الأرض» (20: 4)، فهكذا الأمر، فإن أيوب يلومه على هذا، لأنه يجهل ما هو واضح وأكيد. إنه قال له: أنت تدعى أن الأمر لم يكن كما قلت، بل أن العكس أيضاً قد حدث. إذاً فلا أحد يظن أنه يعرف الغرض الخفى الله الذي يدبر كل الخليقة. فقل لى: لماذا يعاقب الذين هم ليسوا أشراراً؟ الواحد منهم فى العوز والآخر فى الغني بينما شرهما واحد.

8- ثم أضاف قوله : ” الذي سيدين الحكماء، سيموت (الواحد) في سطوة حماقته، واحد في كمال سعادته وغناه أحشاؤه طافحة من الشحم، ونخاعة يجرى في كل موضع، والآخر على العكس يموت في مرارة نفسه دون أن يذوق السعادة، وكلاهما يضطجعان معاً في التراب والدود يغشاهما. لذلك أنا أعلم أنكم تهاجموننى عن عجرفة. وأيضاً قولوا لي: أين بيت الرئيس (العاتي)؟ وأين خيام الذين آووا الأشرار؟” .(21: 22-28)

قال أيوب أفليست هذه من أقوال حكيمة وفطنة، أو كان من الواجب أن يتجه بحثكم في هذه النقطة إلى جانب الفكر المستقيم؟ أفلم تأتوا للتعزية؟

تفسير أيوب 20سفر أيوب 21تفسير سفر أيوب
تفسير العهد القديم
تفسير أيوب 22
القديس يوحنا ذهبي الفم
تفاسير سفر أيوب 21تفاسير سفر أيوبتفاسير العهد القديم

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى