هيبوليتوس الروماني
Hippolytus Rival Bishop at Rome
ت. بعد 235م
تختلف المصادر القديمة في تحديد هوية هيبوليتوس .
هو شخص متعلم ومثقف قد يكون من أصل شرقي ولكنه تكلم اليونانية . وقد أصبح قائداً لاهوتياً في كنيسة روما .
كان معاصراً لأوريجانوس ، وقد قال عن نفسه إنه تلميذ لإيريناوس . عاش في روما في الفترة من ۱۸۹ م إلى ۲۳۵ م ، صار معلماً حوالي ۲۱۲ م في عهد البابا زفيرينوس وكاليستوس المتفقان في الرأي . وكان هيبوليتوس مخالفاً لهما في طريقة حل المشاكل العقائدية . وربما من حوالي ۲۱۷ م ، لما جلس کالیستوس على كرسي روما ، انفصل هيبوليتوس عن الكنيسة وأنشأ كنيسة صار هو لها أسقفا، ودام الحال معه هكذا لفترة حوالي 18 سنة . وهذا يعني أنه كان أسقفا منافسا Rival للبابا كاليستوس ، وقد اختلف هيبوليتوس معه في أمر توبة المرتدين .
كان البابا كاليستوس متساهلاً أو متسامحاً في قبول الذين جحدوا أثناء الاضطهادات ويوافق على اشتراكهم في الأسرار ، وهو في ذلك في رأي هيبوليتوس يخالف تقليد الكنيسة الأولى ، بينما كان هيبوليتوس متشدداً .
يظن البعض إنه ربما قد عاب لاهوت هيبوليتوس بعض الأخطاء إذ يبدو – حسب ظنهم – أنه لم يدرك تماما المساواة الكاملة في الجوهر بين الأب والابن .
و اتهم هيبوليتوس البابا كاليستوس بالسابيلية ، بينما اتهمه البابا کالیستوس بالازدواجية في الله .
اختلف هيبوليتوس مع كاليستوس في الكريستولوجي وفي طبيعة الكنيسة والغفران . فعند هيبوليتوس يتمايز الكلمة ( المسيح ) عن الآب بطريقة جعلت كاليستوس يتهمه بأنه يعتقد بإلهين .
و لكنه نفى ذلك أيضا إذ قال : عندما أقول آخر لا أقصد أن هناك إلهين ، ولكن أقصد أنه فقط نور من نور ، أو مثل ماء من ينبوع ، أو مثل الشعاع من الشمس .
و من الواضح أن المفاهيم اللاهوتية للآباء الأولين كانت بدائية غير مكتملة . وكانوا لقربهم من الفلسفات الوثنية في العصور الأولى المسيحية ، لازالوا تحت ضغوطها كثقافة فكرية سيطرت عدة قرون فتركت آثارها أيضا على فكر بعض المسيحيين الأوائل . لكن بمرور الزمن وظهور الهرطقات ، والاحتكاكات الفكرية الكثيرة ، تبلور الفكر اللاهوتي المسيحي ونضج واكتملت معالمه بحيث سدت معظم الثغرات الفكرية التي تعرض لها بعض آباء القرون الأولى .
و يرى تأثره بلاهوت ايريناوس خاصة في عقيدة الخلاص : أن المسيح أخذ جسداً و أبطل خبرة آدم لكي يمنح الخلود إلى الجنس البشري .
أراد هيبوليتوس أن تكون الكنيسة كنيسة الأنقياء ، لذلك اتخذ موقفاً صارماً ضد مسامحة أولئك المذنبين بخطايا خطيرة بعد معموديتهم .
و هكذا انفصل هيبوليتوس وبعض أتباعه عن الكنيسة ، و أُنتخب أسقفا
على روما بواسطة جماعة صغيرة ولكن كان لها تأثير ونفوذ ، وهكذا صار أول أسقفاً مضاداً .
و إن التفسير الأرجح للقب المميز له كأسقف في المصادر الشرقية على الأخص ( مثلا يوسابيوس 6.20 HE ) هو أنه صار أسقفاً لجماعة منشقة .
و استمر هيبوليتوس مضاداً للابوين اللاحقين : أوربانوس و بونتيانوس حتى ۲۳۵ م ، عندما نفي الإمبراطور مكسيمينوس ثراكس كل من هيبوليتوس وبونتيانوس إلی سردينيا وقد تصالحا هناك وماتا أيضا
هناك ، وقد نقل البابا فابياتوس ( 236 م -250 م ) جثمانيهما إلى روما ودفنهما بإكرام في نفس اليوم ، وتكرمهما كنيسة روما على أنها قدیسان . وقُبيل وفاة هيبوليتوس شعر بخطئه فأوصى أتباعه بالرجوع إلى حظيرة الكنيسة .
و لكونه منشقا ، ولأنه أيضا آخر کاتب بارز في كنيسة روما يستخدم اللغة اليونانية ، فقد كانت هناك صعوبة في أن تصل أعماله الأصلية إلينا ، ولكنها حُفظت في ترجمات مختلفة .
أعماله
دحض جميع الهرطقات The Philosophiemena : هو أشهر كتاباته ، ويقول فيه إن أصل كل الهرطقات في المسيحية نجده في المدارس الفلسفية اليونانية .
ضد كل الهرطقات The Syntagma : ألفه قبل الكتاب الأول ، ويقاوم فيه ۳۲ هرطقة .
مقالة في السيد المسيح وضد المسيح .
مقالات تفسيرية :
تفسير سفر دانيال : وهو أقدم تفسير محفوظاً كاملاً لهذا السفر معروف في الكنيسة المسيحية ، يذكر فيه أن سوسنة العفيفة هي رمز الكنيسة ، وعروس المسيح المقدسة ، التي يضطهدها شعبان : اليهود والأمم . ويقول فيه كما أن الشيطان اختبا قديما في الفردوس في شكل حية ، هكذا اختبأ في الشيخين ليُهلك حواء مرة ثانية ” ( ۱ ، ۱۸ ).
تفسير لسفر نشيد الأنشاد : تفسيره رمزياً ، فالعريس هو المسيح والعروس هي الكنيسة أو نفس المؤمن . يقول فيه : ” العطر المنتشر هو الكلمة الذي أرسله الأب ليفيض الفرح في العالم وبنزوله يملا كل شيء .
– في بركة يعقوب – في بركة موسى – في المزامير
قصة داود وجليات : وفيه يوضح هيبوليتوس كيف أن العهد القديم يجد تحقيقه في العهد الجديد : داود الحقيقي قد أتي ، فقضى على الموت ، كما يقضي على أسد ، وحرر العالم من الخطيئة كما من أب ، واصطاد الذئب الخاطف ، وسحق بالعود ( عود الصليب ) رأس الحية ( جليات ) ، وخلص آدم من عمق الجحيم كما تخلص نعجة من الموت ” .
مقالات تاريخية :
تاريخ العالم : يقدم فيه تاريخاً شاملاً للعالم ويرى أنه لن يدوم أكثر من ستة آلاف سنة !.
تحديد تاريخ الفصح .
عظات :
– في الفصح – في تسبيح الرب مخلصنا – في هرطقة تویتوس Noetus – برهان ضد اليهود .
التقليد الرسولي :
ويعتبر هذا الكتاب ، بعد الديد اخي ( أي تعاليم الرب للأمم بواسطة الاثني عشر رسولا ، انظر الفصل الثاني ) ، أهم شهادة على حياة الكنيسة القديمة . كتبه حوالی 215 م وفقد نصه الأصلي ولكنه حفظ في ترجمات عديدة قبطية وعربية وحبشية ولاتينية ويشمل : قوانين بالنسبة للإكليروس : رسامة الأسقف والكهنة والشمامسة ، الإفخارستيا وبعض ملاحظات بخصوص المعترفين والأرامل والقارئين والعذارى وفي موهبة الشفاء
• قوانين بالنسبة للعلمانيين : بخصوص الأسرار مثل المعمودية (صيغة قانون الإيمان ) ، الميرون ، التناول ، الحرف والمهن التي لا يجوز للمسيحي أن يمارسها .
• بعض الطقوس الكنسية : مثل الأغابي ، الصوم ، المدافن ، ساعات الصلاة اليومية ، إشارة الصليب … الخ .
على الرغم مما يشوب حياة هيبوليتوس وبعض تعاليمه من الشكوك لكننا ندين له بأمر هام وهو حفظه التقليد الرسولي كمصدر ذي قيمة التاريخ وحياة الكنيسة القديمة وصلواتها .
في التقليد الرسولي ” يقول :
ان كنت في تجربة ارشم نفسك بعلامة الصليب على جبهتك . فهذه العلامة تخص آلام المسيح ، تُظهرها لمقاومة الشيطان إن رشمتها بایمان وليس من أجل أن تسر الناس ، ولكن بمعرفة ، واضعا إياها أمامك كترس . لأنه إن رأى العدو قوة الروح القدس خارجيا ظاهرة بوضوح في شبه ( رسم ) المعمودية ، سيهرب مرتجفاً ” .
أعمال مفقودة :
– في الكون ، اليونانيون وأفلاطون -ضد هرطقة أرتيمون – في القيامة – النصح لسيفيرينا -ضد ماركيون -في إنجيل يوحنا وسفر الرؤيا -ضد جايوس.
شابه هيبوليتوس ايريناوس في تعاليمه اللاهوتية ، وأوريجانوس في خصوبة إنتاجه وعلمه ، وترتليانوس في اتجاهاته ولكنه كان أقل الثلاثة من حيث الأصالة والإنجاز .
|
الكنيسة الجامعة | ||
الآباء الغربيون قبل وبعد نيقية |
|||
تاريخ الكنيسة |