رسالة برناباس
هي مقال لاهوتي أو عظة، لها مظهر الرسالة، وإن كان ينقصها وجود تحية افتتاحية وخاتمة، ولا تحوي أموراً شخصية. لم يذكر واضعها اسمه، إنما ذكر هدفها وهو تعليم “المعرفة gnosis الكاملة والإيمان”.
كاتبها من الذين يؤمنون بعقيدة الملك الألفي Chiliasm.
اعتبر ستة أيام الخلقة هي ستة آلاف سنة، لأن ألف سنة كيوم واحد عند الرب (مز 90: 4).
وخلص إلى القول بأنه في هذه الآلاف الستة تكتمل كل الأشياء بعد أن يتحطم هذا الزمن الشرير وتعطي الفرصة كاملة للخطاة للتوبة، عندئذ يأتي ابن الله ليدين الأشرار ويغير الشمس والقمر والنجوم ويرتاح في اليوم السابع (فصل 15: 4-5).
اقتبس كليمندس الإسكندري (.6:20 :2 Stromata) الكثير منها ونسبها إلى الرسول برنابا. واعتبرها أوريجانوس (.1:63 Against Celsus) من أسفار الكتاب المقدس.
و أما يوسابيوس فصنفها من بين الكتب المختلفة، ثم جاء القديس چیروم واعتبرها من كتب الأبوكريفا، وإن كان الاثنان – يوسابيوس وچیروم – ينسبانها إلى برنابا رفيق بولس الرسول.
وجه الكاتب رسالته هذه إلى رعية مسيحية مجهولة، سبق أن بشر فيها بالإنجيل. ويدعو هؤلاء المسيحيين بالأولاد والبنات، أبناء الفرح، أبناء المحبة، إخوة… الخ.
تضم الرسالة قسمين رئيسيين: قسم نظري، والآخر عملي.
- القسم النظري (۱-۱۷): وهو قسم عقائدي، هدفه كما جاء في الفصل الأول (5:1) “أن تصير معرفتكم كاملة جنباً إلى جنب مع إيمانكم”. وقد أراد الكاتب بهذا أن يكشف للقارئ عن أهمية العهد القديم ومعنی إعلانه، مظهراً أن اليهود قد أساءوا فهم الشريعة لأنهم فسروها حرفياً.
بعد رفضه للتفسير الحرفي قدم وجهة نظره: المعنى الروحي الأصيل، أي الرمزي. - القسم العملي (۱۸-۲۱): يهتم بالجانب السلوكي الأخلاقي، على نمط يشبه ما جاء بالديداكية، تستخدم ما يسمى بالطريقين: طريق الفضيلة أو الرذيلة؛ النور أو الظلمة.
أشار إلى الصليب عند حديثه عن ختان إبراهيم، إذ ختن عبيده الـ ۳۱۸:” تعلموا أيها الأبناء الأحباء واعرفوا أن إبراهيم الذي طبق الختان أول الجميع طبقه روحياً، واضعاً المسيح نصب عينيه، وقد حصل على كل التعليم بأحرف ثلاثة. يقول الكتاب إن إبراهيم ختن رجال بيته وعددهم ثمانية عشر وثلاثمائة (تك 17: 23؛ 14: 14). العدد ۱۰ يكتب بحرف “Ἰ”، وعدد ۸ بحرف “η” فالعددان ’’Iη ‘‘ يعنيان يسوع ( Ἰησους ایسوس)، والرقم ۳۰۰ الذي يعبر عنه بالحرف “Ἰ” هو شكل الصليب مضافا إليه الحرفان الأولان “IHT'”۳۱۸” يدل على الفداء بواسطة موت يسوع المسيح له المجد على الصليب (فصل ۹: ۱-۹)
الكنيسة الجامعة | |||
تاريخ الكنيسة |