بدعة فالنتينوس
لما لم يحصل على درجة الاسقفية التى كان هائما بها، انشق من الكنيسة وقد انكر تجسد المسيح من السيدة العذراء و زعم انه اتى بجسده من السماء ومر بجسد مريم كما يجرى الماء من القناة وعلم بتاثير متصل للارواح بالانسان فمتى ازدادت الارواح فى جسده جعلت جميع ادناس الحواس جائزة. وكان يقسم الناس الى ثلاث مراتب لحميين وحيوانيين و روحيين ويقول انه هو واتباعه من الروحيين ولذا كان بمعزل عن الاضطرار الى الافعال الصالحة لكونهم دون ريب فى قمة الكمال، ولانهم متاكدون نوال السعادة الابدية. وكان يزعم ان اللحميين ممنوعون من الخلاص و منتخبون للجحيم.
وتتلخص تعاليم هذا الضال بان البليروما (اسم غنوسطى لمسكن الله) فيه 30 ايونا نصفهم ذكور ونصفهم اناث وغيرهم اربعة غير ممتزجين هو أورس (حارس حدود الله) والمسيح والروح القدس ويسوع. ثم ان صوفيا “الحكمة” اصغر الايونيين بينما هى مشتاقه لادراك طبيعة اللاهوت الاعظم ولدت بنتا اسمها حكيموث (العلوم) التى طردت من مسكن الله الى حكام المادة الضخمة الغير المنتظمة، فبمساعدة يسوع ولدت ديميارغوس(صانع) بانى كل الاشياء وهذا افرز المادة اللطيفة الحيوية من المادة الكثيفة فصنع من الاولى السموات ومن الثانية الارض ومزج البشر من نوعى المادة وامه حكيموث اضافت لهما جوهرا ثالثا سماويا روحانيا.
الا ان ديميارغوس داخلته الكبرياء و رام ان يحسبه البشر الها وارسل لليهود انبياء ليظهروا لهم اولوهيته وتبعه كثيرون من الملائكة الذين تسلطوا على اجزاء العالم المخلوق وادعوا ادعاءه. فارسل المسيح وهو مُركب من جوهر حيوى روحى ليبطل تمردهم اخذاً جسدا اثيريا من السماء و مر به من جسد العذراء كما تجرى المياه من القناة وبه اتحد يسوع اعظم الايونيين وقت عماده فلما راى ديميارغوس ان يسوع يسعى فى تقويض سلطانه امر بصلبه غير انه لما قبض عليه تركه المسيح ونفسه العاقلة وعلق على الصليب نفسه الحاسة وجسده الاثيرى.
_____________
المراجع:
- تاريخ الكنيسة القبطية للقس منسى يوحنا
القرن الثاني | العصر الذهبي | ||
المجامع – البدع – الهرطقات | |||
تاريخ الكنيسة القبطية |