مدرسة الإسكندرية اللاهوتية


قيل أن مؤسسها هو مرقس الرسول سنة 68 م ، وکانت تسمى المدرسة الكاتشیسس ( أى تعليم قواعد الإيمان بالسؤال والجواب) وكان الغرض من إنشائها تعضيد الديانة المسيحية لأن الدين المسيحي لقى في الإسكندرية مصاعب لم يلق مثلها في غيرها، وكان لابد من التغلب عليه. وسببها أن الشعب کان يکره دين اليهود الذی هواساس المسيحية، وکان علماء الموز يوم الذی كانت فی ايديهم ادارة الشعب أقل استعداداً لقبول تعالم مصدرها كمصدر الدين المسیحی . فرأی المسيحيين في الحال أنه لابد من اصلاح تعليمهم إصلاحا خصوصياً في  مدینة خاصة بالفلاسفة والمحققين، فأنشاوا تلك المدرسة للذین کانوا یریدون أن يتضلعوا فى معرفة أصول الدیانة.
وفی اواخر القرن الثانی انحاز بنتینوس أحد الرواقين القدماء الی تلك المدرسة التی کانت نناظر الموزیوم فی العلوم الادبية والدينية وجُعل مديراً لها. ثم اعتنق الفیلسوف اثناغورس الاثينی الدین الجدید واستلم ادارة مدرسة خلفه فيها قوم أعظم منه . وفی عهد اكلميندس واوريجانوس بلغت تلك المدرسة أسمى درجات المجد وفاقت كل المدارس المسيحية التي أُنشئت في القرون الأولى للميلاد، فکان یدرس فيها فوق اللاهوت والفلسفة المنطق والطبيعة والرياضة والفلك والموسیقی، لان العلوم كانت لها ضربة لازمة لوجودها في وسط ديانة يهودية مستندة إلى الفلسفة ومدارس يونانية أو مصرية مستندة إلى النظامات العمومية  وهرطقة ار يوس وهی قيقة تميل اليها القلوب ومقاومين اشداء اقلقوا الكنيسة فی أزمانها الأولی وهم الغوسطیون انشار اليهم آنفاً.
واعتنى علماء المدرسة اللاهوتية بأن يعرضو الدين المسيحي علی الناس عرضاً تعمقوا في البحث عنه. وذلك ما أسماه القديس اکليمندس السكندری الغنوسية الحقيقية المضادة للغوسطية الهرطوقية التی انتحلت هذا الأسم زوراً.

و بعد أن عرضوا الايمان المسيحيعلى هذا المنوال ألفوا تآليف شتی لتفسير التوراة، ونبذات خصوصية فی قواعد الاعتقاد والقانون الوجيز المكمل المنسوب الی القديس اثناسيوس.
هذه هي المدرسة اللاهوتية  التی امتد فضلها الی كل الاصقاع وانتشر نورها فی کل مکان. وكفاها فخراً أن منها تخرج بابوات الاسكندرية وحماة البيعة المقدسة. ومع انها أصيبت بمحن شديدة واضطهدت فی أیام ساويرس سبتمیوس ودیوكلتیانوس القیصرين إلا أنها رجعت الی رونقها بعد وفاة المضطهدین. ومن دلائل عظم شأنها ان منصب رئیسها لاهميته کان یلى منصب البطريرك فى الرتبة وجل البطاركة انتخبوا من رؤسائها.
وظلت زاهرة بالعلوم ويفد الیها طلاب من كل اصقاع المسكونة حتی قام رودن آخر رئيس تولاها ونقلها من مکانها الى بلدة سید فی اقليم بامفیليا بدون سبب يدعو لذلك فأضرها هذا النقل ضررا عظيماً، وتناقص عدد طلابها . ولما حدث ذلك الأنشقاق المحزن الذي سببه مجمع خلکيدونية فی اواسط القرن الخامس اندکت معالم تلك المدرسة واصبحنا لانعرف عنها إلا انها كانت مقر العلم ومقصد العلماء.

واليك أسماء الذين تعاقبوا على رآسة هذه المدرسة:

1- يسطس: أول من صار رئيساً لها وعينه القديس مرقس الرسول، وظل متوالياً رئاستها حتى عهد البطاركة الاربعة الذين خلفوه
2- أومانيوس: في مدة بطر یركية يسطس
3- مرکیانوس : في مدة بطريركية اومانيوس

4- بنتينوس

5- اکلمندس: في بطر بركية دیمتريوس
6- أوريجانوس
7- ياروكلاس
8- دیونوسيوس
9- ثاوغست:  فی بطربركية ثاؤنا
10-  بيروس 
11- ارشلاوس
12-  بطرس: فی بطريركية ارشلاوس
13- سيرابيون 
14- مقار السیاسی: فی بطريركية اثناسيوس

15- ديديموس الضرير

16 – رودن: في بطريركية كيرلس الأول

فاصل

فهرس

القرن الثاني العصر الذهبي

العلامة بنتينوس

مشاهير وقديسين الكنيسة
تاريخ الكنيسة القبطية

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى