القس ياسر بن القسطال

 

كان قسًا عالمًا راهبًا بدير في نواحي طرة، في القرن الثاني عشر.

كان مهتمًا بدراسة الكتاب المقدس والإصلاح الروحي للأقباط، فقد كتب كتابًا عالج فيه بعض الأخطاء الروحية والاجتماعية التي كانت سائدة في عصره، منها:

  1. نادى بضرورة تعرف الخطيبين على بعضهما قبل الزواج حتى يقبل الواحد الآخر عن رضى ومحبة، وليس خلال الإلزام العائلي، وألا يكره أحد على الزواج بمن لا يريد. و ذلك بسبب كثرة المنازعات الأسرية التي كانت تحدث بين المتزوجين الأمر الذي ربما قاد إلى التسري وظهور مشاكل في مسألة توريث الأبناء من التسري. هذه العادة الخاطئة جدًا التي شاعت بين الأقباط تشبهًا بغيرهم ممن يتزوجون بأكثر من زوجة واحدة.
  2. أوضح أن الختان ليس فرضًا روحيًا، إنما هي عادة اجتماعية (طبية)، ويمكن للمسيحي أن ينال المعمودية دون أن يختتن… وأن المعمودية هي الباب الوحيد الملزم لكل مؤمن.

ويعتبر ياسر بن القسطال من المصلحين ، ولكن الاساقفة زالإكليروس  تصدوا له واعتبروا افكاره بدعة، وقطعوه وطردوه خارج الدير، حيث سكن في بستان جميل كان قد أنشأه من ماله الخاص،ولكن البطريرك أخرجه منه بالقوة ووضع يده عليه، فعاش بعد ذلك فقيرًا ذليلًا ومات حزينًا كئيبًا.

أما البستان فلم يهنأ به البطريرك، فقد استولى عليه الأمير جبريل بن الخليفة الحافظ ووسّعه وجعله متنزهًا خاصًا به وبالخلفاء الفاطميين بعد أن كانوا يأتون إليه لمجرد الزيارة وينصرفون. وبعد سقوط الفاطميين آل هذا البستان إلى أخي صلاح الدين الأيوبي ويدعى طفتكين، وضم إليه بساتين أخرى مجاورة وكذلك كل الجهة المعروفة بالعدوية وساحل البحر وكانت كلها ملكًا للأقباط وكانت بها كنيسة تسمى كنيسة السودان استولى عليها أيضًا وهدمها.

ومن مآثر هذا القس أنه بعلمه استطاع أن يقنع أحد كبار اليهود ويدعى الفخر بن زاهر بالديانة المسيحية وذلك بعد مباحثات ومناقشات. وكان هذا اليهودي متفقهًا في أمور دينه. ولما آمن هذا اليهودي بالمسيح انضم إلى الكنيسة القبطية، وتعلم اللغة القبطية وأتقنها، ورُسِم شماسًا على كنيسة حارة زويلة وظل بها حتى مات.

زر الذهاب إلى الأعلى