بدعة مرقس بن قنبر
رسمه أسقف دمياط كاهناً لأحدى البلاد في الصعيد، وكان حائزاً على قسط في العلوم والمعرفة، ويجيد اللغتين العربية والقبطية بالاضافة إلى اليونانية. وقد ترجم بعض الكتب من اليونانية إلى العربية.
بدأت أحداث مرقس ابن قنبر مع البابا يوحنا البطريرك 72 حينما نادى بمبادئ مخالفة لمبادئ الكنيسة، فجاهر بعدم فائدة البخور، وطلب الاساقفة والعلمانيون من البابا يوحنا أن يحرمه فتمهل عليه لعله يرجع. ولكنه سمع عنه فيما بعد أنه ترك زوجته وصار راهباً طمعاً في الحصول على رتبة الأسقفية، فتأكد البابا من سوء تصرفه فحرمه وقطعه من شركة الكنيسة، فلم يبال بذلك بل استمر في القيام بالوعظ والتبشير ، وقاوم أيضاً عادة الختان بحجة أنها خاصة باليهود لا المسيحيين.
وبعد ذلك مات البابا يوحنا الخامس وجلس مكانه البابا مرقص أبن زرعة فكتب إليه اساقفة الصعيد بشأن مرقص بن قنبر،الذي يجتهد في ايقاظ الفتن داخل الكنيسة. فإستدعاه البابا ولامه ووبخه على ذلك السلوك وبين له خطئه فتأثر من نصائحه ووعده بالكف عن ذلك، فحله البابا من حرم البابا السابق، وأعاده إلى وظيفه الكهنوت.
ولكنه لما رجع إلى مكانه ووظيفته الكهنوتية، عاد إلى سيرته الأولى ، فلما رأى البابا ذلك عقد مجمعاً من 60 اسقفاً وأقر الجميع حرمه، فحرم وجرد من رتبه الكهنوت.
وطلب مرقص ابن قنبر من الحكومة المصرية أن تنظر دعواه، فرغب الحكام أن يتدخلوا، لكن البطريرك والأساقفة رفضوا الأمر رفضاً باتاً بدعوى أن تلك المسألة دينية محضة.
ولكن رضى البابا مرقص بن زرعه بتحكيم ميخائيل بطريرك انطاكية، فسعى هذا جهده لإيجاد الصلح ولكنه لم يفلح.
بعد هذا ذهب مرقص مع عدد من أتباعه وأنضم إلى الكنيسة الملكية اليونانية التى لم تكن لها قوة نافذه فى مصر كما كانوا قله عددية، وكان بطاركة الكنيسة الملكية يقضون معظم عمرهم فى القسطنطينية.
ورجع ابن قنبر إلى نفسه وندم على فعلته وعاد يتوسل إلى البابا مرقس ابن زرعه فقبله فى حضن الكنيسة مرة أخرى وحله من الحرم الذى أوقعه عليه.
ولكنه عندما رجع أنفض من حوله الكثيرين بعضهم كانوا مع الكنيسة اليونانية وحتى الذى رجع منهم إلى الكنيسة القبطية لم يعد يبجله لتردده .
وبعدها رجع مرة اخرى إلى الكنيسة الملكية اليونانية ولكنه لم يلبث طويلاً حتى تاب ورجع ، وذهب نادماً مرة اخرى إلى البطريرك مرقس ابن زرعه فلم يقبله فى هذه المره لأنه ترك الكنيسة ثلاث مرات فوقع المسكين فى ظلمة دامسة ويأس عظيم.