البابا ميخائيل الأول

البطريرك رقم 56

 

أقرت اراء جميع أبناء الطائفة والاساقفة بعد نياحة البابا شنودة علي اختيار الاب ميخائيل خلفاً له وكانت رسامته في شهر برمودة في نفس السنة التي توفى فيها سلفه في عهد خلافة المعتمد بن المتوكل ولم يعترض لرسامته أحمد بن طولون لانشغاله في الحرب مع أبنه. فقد كانت عادة الولاة التعرض للشعب في تنصيب بطاركة عليهم رغبة في سلب اموالهم. 
ولما رأي البابا ميخائيل الجو صافياً أمامه نهض الي تعمير الكنائس التي تهدمت في أبان الاضهاد وتشييد بعضها مما أزيلت معالمة.
وكانت فاتحة اعماله عقب رسامته بقليل قبوله دعوى تلقاها من مسيحي دنوشر من أعمال سخا يطلبون منه الحضور مع الاساقفة لتدشين كنيسة بنيت علي اسم ماربطليموس الشهيد. وفي صباح اليوم الذي عين لتكريس هذه الكنيسة سار البطريرك مع الاساقفة وكثير من الشعب للقيام بالفروض الدينية ولكنهم لم يجدوا اسقف الكنيسة فبدأ البطريرك في اتمام الخدمة الدينية حتى انتهي الي رفع القرابين بدون ان ينتظر قدوم ذلك الاسقف وبعد تقديم الحمل دخل اسقف سخا وهو ممتلئ غيطاً لان البطريرك تعدى علي حقوقه ورفع القرابين في ابروشيته وكنيسته بدون أذن منه. ثم سار نحو المذبح وامسك القربانة وطرحها في الارض وخرج غاضباً، ولم تكن القربانة قد تقدست بعد فأستبدلها البابا بغيرها وتمم القداس وأعطى البركة للشعب.
وفي اليوم التالي عقد البابا مجمعاً من الاساقفة الذين شاهدوا الحادثة وتقرر قطع ذلك الاسقف بالاجماع وإقامة آخر بدله.
أراد ذلك الاسقف أن يكيد لرئيسه فتوجه لأحمد بن طولون واخبره ان البابا عنده أموال كثيرة، فشكره ابن طولون واستدعى اليه البطريرك وطلب منه مساعدته بالمال، فأخذ البابا يدافع عن نفسه مبرهناً للوالي كذب التهمة التي وجهت له من الاسقف الخائن، ولكن ابن طولون لم يقبل منه اعتذاراً وطلب منه ان يسلمه جميع الاواني الذهبية والفضية الموجودة في الكنائس القبطية في القطر المصري فرفش البابا هذا الطلب بتاتاً قائلاً بأن هذه ملك لله لا له، ففي الحال قبض عليه وزج في السجن مع شماس له يدعى ابن المنذر وقد بقى هذا البطريرك في السجن لمده سنة كاملة.
بعد ذلك توسط كتبه مسيحيين مقربين من ابن طولون بالاتحاد مع وزير الوالي لاطلاق صراح البابا مقابل مبلغ من المال. فوافق الوالي مقايل ان يدفع البطريرك مبلغ عشرين الف دينار علي قسطين.
ولما حان ميعاد القسط الاول دفع اولئك الكتاب الفي دينار وتبرع الوزير بالف دينار واقترض البابا من التجار المسلمين سبعة الاف دينار وسدد القسط الأول.
وأضطر البابا الي بيع بيوت موقوفة للكنائس واراضي، وأضطرته الحال القسوة الي رسم عشرة اساقفة مقابل مبلغ دفعه كل واحد منهم. وقد تألم البابا ميخائيل لذلك اشد الالم.
وبعد ذلك كله وجد البابا ميخائيل أن جميع ما تحصل عليه أقل من المطلوب، فأنطلق الي تانيس وهو في حيرة كبرى، وبينما هو كذلك اتى راهب الي تلاميذه بثياب بالية وقال لهم قولوا لمعلمكم ان الرب يدفع عنه صك الغرامة بعد اربعين يوم، ولم تمضي اربعين يوم حتى مات ابن طولون وخلفه ابنه خمارويه فطيب خاطر البابا ومزق صك الغرامة وأطلقه مكرماً معززاً.
وقد استمر البابا ميخائيل علي الكرسي البطريركي مدة 25 سنة وشهر واحد و 9 أيام وتوفي في 20 برمهات سنة 620 ش و 894 م 

____________

المراجع:

  1. تاريخ الكنيسة القبطية للقس منسى يوحنا

فاصل

البابا شنودة الأول القرن التاسع عصر التراجع البابا غبريال الأول 
تاريخ البطاركة
تاريخ الكنيسة القبطية

 

زر الذهاب إلى الأعلى