احتياجات سن اعدادي

أولاً: الحاجة إلى الحب والانتماء

الإنسان مخلوق إجتماعي بطبيعته هكذا خلقه الله، لذلك فهو في حاجة إلى جماعة ينتمي لها بالفطرة، أول هذه الجماعات هي انتماؤه للأسرة ثم بعد ذلك الأقرباء فالكنيسة والمدرسة والجيران … الخ.

والحب من أهم الحاجات الانفعالية التي يسعى الإنسان إلى إشباعها ، فهو يحتاج إلى أن يشعر أنه محبوب ومقبول ، وهذا الحب والقبول المتبادل بينه وبين الأخرين لازم لصحته النفسية، لذلك لابد أن يكون له أصدقاء ورفقاء.

سن إعدادی هو سن الإحتياج العاطفي ، فهو في حاجة مستمرة للإحساس بالحب والحنان والعطف ممن حولهم . فهو في حاجة أن يحب ، ويجد من يحبه – يشعر بالحنان – يشعر بالإنتماء.

والسؤال الآن ؟
كيف تلبي الإحتياج العاطفي ونشبع هذه الحاجات لدى المخدوم ؟
– على الخدام الإقتراب من المخدومين ، وكذلك العمل والسعي على تقارب المخدومين بعضهم البعض ، وتوجيههم للاختيار الجيد .. وهذا عن طريق الإجتماعات والأنشطة والمهرجانات …
– تكليف المخدوم بالمشاركة في الخدمة بأي أسلوب وبأي شكل ، بما يتناسب معه ومع إمكانياته .
– حبه وعدم إهانته أمام الآخرين أو الإستخفاف بأي عمل يقوم به أياً كان، وتشجيعه بعدما ينجز عمل ما. “تشدد وتشجع واعمل . لا تخف ولا ترتعب , لأن الرب الإلة إلهی معك . لا يخذلك ولا يترك حتى تكمل كل عمل خدمة بيت الرب” ( أخ 20:28 ) .
– ” أما أمرتك ؟ تشدد وتشجع ؟ لا ترهب ولا ترتعب لأن الرب إلهك معك حيثما تذهب” (یش9:1) .
مهم جداً أن نرسخ مفهوم أن السيد المسيح محب لكل الناس ، ولكل إنسان، وهو الوحيد الذي يحبك بحق ويقدر أن يعتني بك ويحافظ عليك. “لا يدع رجلك تزل . لا ينعس حافظك”(مز3:121). “الرب حافظك. الرب ظل لك عن يدك اليمنى” (مز5:121) .
– ممكن شرح قصة الخلاص ، وكيف أن السيد المسيح صلب من أجله ، وأعطاه النصرة على عدو الخير.

تنمية الناحية الإجتماعية لدى المخدوم بانتمائه لبلده ومجتمعه وكنيسته ، وذلك من خلال تشجيعه على الرحلات والمؤتمرات والمهرجانات والمسابقات والدوريات ..
– لابد وأن تجعله يشعر أنك تحبه وتحنو عليه وأنه إنسان محبوب جداً عندك. والسؤال الآن : كيف اشعر المخدوم أنني أحبه ؟ 

 عندما نتحدث عن لغة المحبة الخاصة بمخدوم إعدادی ، فهذا يعني أننا نملأ مستودعه العاطفي بالمحبة ، وعندما يشعر بالمحبة فإنه يصبح أكثر تجاوباً مع التوجيه والإرشاد ، مما لو كان مستودعه العاطفي فارغاً.

هناك خمس طرق أو لغات لنقل المحبة وإدراكها وهي : 1- الكلام . 2- اللمسات . 3- الوقت . 4- الأفعال ۔ 5- الهدايا .

1- الكلام (الكلمات المشجعة الإيجابية ): إن الإطراءات المنطوقة وكلمات الثناء والتقدير موصلات قوية للمحبة، وخير طريقة للتعبير عن التقدير أن تستعمل كلمات بسيطة وصريحة، مثل : كم تبدو وسيماً وأنت تلبس هذا الطقم ، ما أجملك في هذا الفستان، أيضاً إذا أردنا أن تعبر عن حبنا بالكلام فينبغي أن تستخدم كلمات اللطف واللين ، مع مراعاة نغمة ونبرة الصود قد يشعر بعض المخدومين بأعظم أحاسيس المحبة من خلال الكلام والتعبيرات التي تعضدهم مثل : كلمات التشجيع والمدح ، بينما تكون كلمات الإهانة والتجريج مدمرة لهم.
من تكون لغة حبه الكلام تجده دائماً يريد أن يسمع كلمات الحب والمديح والتشجيع تجعله يشعر دائما أنك تحبه من خلال كلامك ” أنت حبيبي , أنا احبك ….

وهذه الشخصية من أحلى الشخصيات التي تتقبل وتفهم كلامك عن شخص المسيح المحب والحاني أي يحب المسيح من كلامك عن محبته وحنانه.

2- لمسات المحبة: هي إحدى الوسائل الفعالة للتعبير عن الحب. وتعتبر لمسات المحبة واحدة من التعبيرات القوية عن المحبة ، فهی تصيح ( أحبك ) ، وهذه ليست فكرة حديثة ، فعندما أتي الأطفال إلى السيد المسيح لكي يلمسهم يقول معلمنا مرقس : أن تلاميذ المسيح انتهروا الذين قدموهم ، ظانين أن المعلم مشغول بأمور أخرى ، ماذا كان يا ترى رد السيد المسيح .. ؟ “وقدموا إليه أولاداً لكى يلمسهم . وأما التلاميذ فانتهروا الذين قدموهم . فلما رأى يسوع ذلك اغتاظ وقال لهم: دعوا الأولاد يأتون إلىَّ ولا تمنعوهم لأن لمثل هؤلاء ملكوت الله. الحق أقول لكم : من لا يقبل ملكوت الله فاحتضنهم ووضع يديه عليهم وباركهم” ( مر 13:10-16 ).
“وامرأة بنزف دم .. لما سمعت بيسوع جاءت … لأنها قالت : إن مسست ولو ثيابه شفيت” ( مر 28،25:5 ).
كلمة تدل على الإيمان والثقة المحركة لهذه المرأة. والكتاب المقدس يطالعنا عن أناس لمسوا الرب يسوع ، وآخرين لمسهم هو ، وجميعهم نالوا الشفاء لأنه الطبيب العظيم “لأن قوة كانت تخرج منه وتشفى الجميع” (لو19:6).
كل لمسة من لمسات السيد كان لها مدلولها ؛ فمنها :
1- اللمسة المطهرة : ” وإذا أبرص قد جاء وسجد له قائلاً: يا سيد إن أردت تقدر أن تطهرنی . فمد يسوع يده ولمسه قائلاً: أريد فاطهر. وللوقت طهر برصه ( مت32:8).
2- اللمسة المنيرة : “ولما جاء إلى البيت تقدم إليه الأعميان فقال لهما يسوع أتؤمنان أني أقدر أن أفعل هذا ؟ قالا له : نعم يا سيد . حينئذ لمس أعينهما قائلاً : بحسب إيمانكما ليكن لكما. فانفتحت أعينهما … ” ( مت 28:9-30 ).
3- اللمسة المطمئنة : في حادثة التجلي، بعد أن سمع التلاميذ القول : “وفيما هو يتكلم إذا سحابة نيرة ظللتهم وصوت من السحابة قائلاً: هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت. له اسمعوا . ولما سمع التلاميذ سقطوا على وجوههم وخافوا جدا . فجاء يسوع ولمسهم وقال : قوموا ولا تخافوا ” ( مت 5:17-7 ) .
4- اللمسة المحررة : “وجاءوا إليه بأصم أعقد وطلبوا إليه أن يضع يده عليه . فأخذه من بين الجمع على ناحية ، ووضع أصابعه في أذنيه وتفل ولمس لسانه .. وللوقت انفتحت أذناه ، وانحل رباط لسانه، وتكلم مستقیماً” ( مر32:7-35 )
5- اللمسة الشافية : في بستان جثسيمانی : “وضرب واحد منهم عبد رئيس الكهنة فقطع أذنه اليمنى. فقال يسوع : دعوا إلى هذا! ولمس أذنه وأبرأها “( لو 50:22-51 ) .
6- اللمسة المباركة : ” وقدموا إليه أولاداً لكى يلمسهم … فاحتضنهم ووضع يديه عليهم وباركم ” ( مر 16:13:10 )

ما أجملك يا سيدی !! وما أجمل يدك العطوفة التي تمد إلى كل البشر.

هذه الشخصية من أحلى الشخصيات التي تصف لها مواقف السيد المسيح المحب :
– ” وجاء إلى بيت صيدا فقدموا إليه أعمى وطلبوا إليه أن يلمسه” (مر22:8)
– فجاء يسوع ولمسهم وقال : “قوموا ولا تخافوا ” ( مت7:17)
– فأخذه من بين الجمع على ناحية ، ووضع أصابعه في أذنيه وتفل ولمس لسانه ” ( مر 33:7 )
– فتحن يسوع ولمس أعينهما فالوقت أبصرت أعينهما فتبعاه ” ( مت 34:20 ) .
– فتحنن يسوع ومد يده ولمسه وقال له : أريد فاطهر ” ( مر 1:41 )

تجد هذا المخدوم يحب التقرب منك ، ويفرح عندما يجدك تسلم عليه بحميمية ، ويطير عندما تحتضنه، وهي من أحلى الشخصيات التي تصف لها مواقف المسيح المحب عندما تقرب من المولود أعمى . شفاء الأبرص ۔

3 – الوقت

تجذب سارة البالغة من العمر 4 سنوات رجل أمها وهي تقول : ” ماما .. ماما .. نلعب معاً” فترد الأم : لا استطيع أن ألعب الآن ، فأنا مشغوله بتحضير الغداء ، وتعود سارة مرة أخرى لأمها لتلعب معها ، ويتكرر نفس الطلب كل يوم . لكن ما الذي نتعلمه من ساره وأمها ؟
إن سارة هنا تعلن عن لغة المحبة الخاصة بها ، وهي الوقت القيم ، فالذي يشعرها بحق أنها محبوبة هو لعب وتركيز أمها معها ، فهذا أمر في غاية الأهمية لها.

الاحتياج لأن تخصص وقتاً كافياً لمخدومك ، لتقضيه معه في شأن مشترك ، ( أي تشاركه أموره و مشاكله ) . وإليك بعض النقاط العملية – وتسمى فن الإصغاء – لتعينك على إتقان هذه اللغة :
1- ليبق نظرك شاخصاً إلى وجه المخدوم وهو يتحدث .
2- لا تصغ إليه وأنت تقوم بأمر آخر في الوقت عينه .
3- أصغ منتبهاً للمشاعر ، واسأل نفسك : ” ما المشاعر التي يمر بها ” ؟
4- لاحظ لغة الجسد ، فقد تلقى ضوءاً على المشاعر التي في داخله .
5- تجنب المقاطعة في الحديث لكي يمكنك الفهم ، فالوقت القيم هو تقديم حضورك خادم هدية للمخدوم ، وهو يحمل هذا المعنى “أنت مهم لي ، وأنا أحب الوجود معك ” ليس فقط الوجود بل انكما تفعلان شيئاً. إن كان الوقت القيم هو لغة المحبة الرئيسية عند مخدومك ، فتأكد من أنه بدون امداد كافي من الوقت القيم والإنتباه المركز فسينتاب مخدومك احساس مؤلم بالقلق من أن خادمه لا يحبه. وهو من أكثر الشخصيات التي تكسبها بالإفقاد وقضاء وقت معها في الحديث والحوار . تجد المخدوم يشعر أنك تحبه عندما تقضي معه وقت کافي ، ويشعر أنك تخصص له من وقتك ، أو تعطيه موعد مخصوص ، للحديث معه أو لمناقشة مشاكله وهو من أكثر الشخصيات التي تكسبها بالافتقاد . 

4- الأفعال

مارجريت ، تبلغ من العمر 14 سنة قالت : أعلم أن والدي يحبني لأنه أعطانی وقتا خاصاً هذا العام ، لمساعدتي في شرح دورس الرياضيات ، وفيها تستطيع أن تقوم بأعمال لمساعدة مخدومك في عمل ما أو تعلمه شئ ما . كما تتضمن تطبيقك لما تعلمه في دروس خدمتك ، أي لابد لذلك المخدوم أن يجد فيك ” الإنجيل المعاش ” وهو أكثر من يتأثر إذا لم يجد فيك القدوة بالأعمال في حياتك .

في هذه السطور سوف ترى ما يقوله الأطفال بشأن لغتهم الرئيسية للمحبة.
 وهي أكثر شخصية تنظر إلى الإنجيل المعاش في حياتك ، وتتأثر كثيراً إذا وجدتك تُعلم ولا تعمل . فهو ينتظر منك فعل معين حتى يتأكد من حبك له . فهو لا يتأثر كثيراً بكلامك فقط هو شخصية عملية يقدر الأفعال ولا يقتنع إلا من خلال تنفيذك لما تعلمه له.

5- الهدايا

إن الهدية هي شيء يمكن أن ينظر إليها المخدوم ويقول : إنك تفكر فيه ، أو إنه يذكرني ” . وما الهدية في ذاتها إلا رمزا لذلك التفكير . فليس مهما كم تكلف من المال ، بل المهم هو أنك فكرت فيه ، فإحضار الهدية وإهدائها تعبير عن المحبة .

مهم أيضا أن تمنحه هدية مكافأة على أي عمل يقوم به مهما كان صغيرا ، كتشجيع له ، فمهما كانت بساطة الهدية إلا أنها تعني له الكثير ويحتفظ بها كذكرى لعمل مميز قام به .

عندما سئل أحد الفتيان لماذا تبدوا واثقاً من أن خادمك يحبك ؟ قال في كل مناسبة يحضر لى هدية ، مرة لما نجحت ومرة أخرى في عيد ميلادي ، لا ينس أبدا احضار هدية ” . فكل هذه الهدايا كان لها مكانة خاصة دليلا ساطعا على محبة خادمه له .

– المخدوم الذي يحب بلغة الهدايا يمكنك أن تكسبه من خلال بعض الهدايا ، فعندها يشعر أنك تقدره وتحبه عندما تمنحه هدية . فمن الحكمة أن تعبر بمحبتك له بهدية ، وتختار الهدية التي يحتاجها المخدوم بحق ( هدية هادفة ) ، وبها تجذبه للكنيسة .

وكيف تكتشف لغة المحبة الرئيسية عند المخدومين ؟

لكي تكتشف ذلك عليك بسؤال المخدومين الآتي :
– ما الذي يجعلك تشعر بأنك محبوب جداً عند الآخرين ؟
– بأية طريقة أتعمد التعبير عن حبي لأصدقائي مثلاً ؟

وهناك مقولة قالها مختص في طب نفس الأولاد  والمراهقين : في داخل كل ولد خزان عاطفی جاهز لأن يُملأ بالمحبة . فعندما يشعر الولد بأنه محبوب حقا ، ينمو نمواً سليمة ، ولكن إذا ظل الخزان فارغاً، يسيء الولد التصرف . وكثير من سوء السلوك عند الأولاد يدفعهم إليه فراغ خزان المحبة ” . –
لاحظ كيف يعبر المخدوم عن المحبة لك ؟ ( هل يقول لك كلمات تعجبك ؟ – هل يحاول أن يقدم لك الهدايا ؟ – هل يقول لك ممكن أساعدك ؟ ) فهذا يعني أنه يتحدث بلغة المحبة الخاصة به .
– لاحظ كيف يعبر المخدوم عن المحبة للأخرين ( فهل يحرص على أخذ هدية للمدرس في مناسبات مختلفة ) .
– لاحظ الأمر الذي يشتكي المخدوم منه كثيرا ( يشتكي لماذا لم تقض معه وقت – لماذا لا نخرج سويا ؟ – لماذا لا تحضر لي هدية عيد ميلادی … ) وهكذا . –
خير مخدومك بين أمرين ( من خلالهما تكتشف لغه ) مثلا : تعرض عليه أن تخرج معه في نزهة أم تحضر له شيء يحبه ، فهنا تخيره بين الوقت القيم والهدايا . كرر هذا مع باقي اللغات ومع بقية المخدومين ، وكل مرة سجل ما قد يشده أكثر كل مخدوم ، ودونه وبعد ذلك سوف تكتشف اللغة المفضلة لدى كل مخدوم .
إن لغات الحب الخمس هذه يمكن أن تكون لغتنا جميعا في تعاملاتنا مع كل من حولنا .. فجميعنا نحتاج إلى كلمات الإطراء والتشجيع ، أو لتكريس وقت خاص ليصغي كل منا للأخر .. وأن نقدم بعضنا البعض هدايا من وقت لآخر .. وأن نقدم المساعدة والخدمة لكل من يحتاجها ، حتى لو كان خارج نطاق مجتمعنا الصغير وهو المنزل ، وأن نقدم خدماتنا التطوعية لمجتمعنا الكبير .. و أيضا أن يعبر كل منا عن حبه للأخر بطريقة ملموسة ، كان يعانق كل من الأب والأم أولادهم ، أو أن يربت أحدهم على كتف شخص يحتاج للمشاركة الوجدانية . فالحب يمكننا أن نعبر عنه بطرق مختلفة .
– فهل عرفت لغة من تحب ؟
– وهل عرفت لغة الحب الخاصة بك لتساعد من يحبك على أن يكلمك بها ؟
إذا عرفت لغة الحب عند مخدومك ، تستطيع أن تعبر عن حبك له ، من خلال لغته فيفهمك ويشعر بحبك وبالتالى يبادلك الحب.

 أخيرا مهم في هذا السن غرس الإحساس بالانتماء للبيت ، للكنيسة ، للوطن . معظم الفتيان حاليا يعانون من الضياع ، بسبب فقدان الانتماء فتجدهم يسألون : – لماذا أهتم بأمور البلد ، ماهي الفائدة ” ؟ ” أنا سألجأ لكنيسة أخرى ….
– لماذا أهتم بنظافة البيت ، الكنيسة ، الشارع ؟ ” .
– ما لزوم أن نكسب في المهرجان ، بماذا تستفيد ؟ … الخ .
لذلك مهم جدا أن نذكرهم بالآتي : أنه في حاجة لأن يكون منتمي لأساس وكيان معين : الكتاب المقدس ذكرنا “يخضعوا للرياسات والسلاطين” ( تي 1:3 ) .
– في القداس تصلي من أجل الحكام .
– بيتك هو مكان تكوين شخصيتك . كنيستك هي بيت ربنا ومكان اجتماعك ، والتقائك بالمؤمنين والملائكة والقديسين حول جسد الرب ودمه.

ثانيا : الحاجة إلى التقدير

الثقة بالنفس ، احترام الآخرين ، الإنجازات :
سن إعدادي هو بداية غرس مفهوم الإنجاز والقدرة على تنمية الذات . وهي من الحاجات النفسية لدى المخدوم أن يشعر بإحتياجه إلى أن يكون موضع تقدير وقبول واعتراف واعتبار من الآخرين ، مهم جدا أن يشعروا بالثقة بالنفس ، وبقدرتهم على تحمل المسئولية ، وأنهم محل تقتلك وثقة والديه ومن حوله .

فعلمه .. هل هو شخصية منجزة … ؟ كيف ينمى روح الإنجاز … ؟ ماهو مفهوم النجاح في حياته … ؟

مهم جدا لسن إعدادي أن تشجعه دائما على أي عمل جيد يقوم به مهما كان صغيرا وخاصة إذا قمت بتشجيعه وسط زملاؤه .

العقاب خاص أي بينك وبينه ، والمكافأة عامة أي أمام زملائه . “شجعوا صغار النفوس”

تأكد أنك ستربح نفوس كثيرة بالتشجيع والتقدير . أيضا مهم أن تشرح له أنه غالي جدا عند السيد المسيح ، الحاني الذي صلب ومات من أجله.

النمو الفكري ، الخلق ، الإبداع ، التلقائي ، حل المشاكل ، تجنب الكبرياء ).

ثالثا : الحاجة إلى تحقيق الذات

من كل ما سبق يمكن أن تنمو بفكر المخدومين لمعني تحقيق الذات من خلال :
1- أنه قادر على التغلب على الخوف والقلق بنعمة ربنا .
2- أنه محبوب وذو قيمة عظيمة في نظر كل من حوله ( في البيت ، في الكنيسة ، في المجتمع … ) .
3- أنه يستطيع تطوير نفسه ، ويكتشف مواهبه ، مهما كانت الظروف من خلال الثقافة القراءة ، الإطلاع ، المثابرة في التغم ) .
4- الإيمان بذاته وبنعمة ربنا القادرة على الإبتكار ، والقدرة على تنمية التفكير ، النقدي والتحليلي . ولكن في نفس الوقت لابد من الحرص على تحذيره من الكبرياء والغرور ، حتى ينشأ شخصية سوية

يحتاج المخدوم إلى أن يشعر بإحترام ذاته ، وأنه كفء ، ويحقق ذاته ، ويعبر عن نفسه في حدود قدرته وإمكانياته ، وهذا غالبا ما يصاحبه احترام للآخرين ، وهو دائما يسعی المكانة مرموقة ، تعزز فيها ذاته وتؤكد أهميتها ، فهو حريص على تولى القيادة وتحمل المسئولية ، لذلك يتفاني في عمله للرفع من مستواه .

ولإشباع هذه الحاجة :
1- علينا كخدام تشجيع المخدوم على أي عمل ينجزه ، مهما كان ونشره أمام الكل .
 2- تركيز وتكثيف البرامج و المعلومات الثقافية والدينية .
3- عدم تكليف المخدوم بعمل يفوق طاقته ، کی لا يصاب بالإحباط عند الفشل وبذلك نضمن نجاحه .
4- تنظيم مسابقات وأنشطة دورية لإبراز دورهم وتحقيق نجاحات . إن الحاجة إلى التحصيل والنجاح حاجة أساسية في توسيع مدارك المخدوم وتنمية شخصيته ، وهو لهذا يحتاج إلى تشجيع الخادم وغرس روح الشجاعة والمبادرة والقراءة فيه .

رابعاً: الحاجة إلى الحوار

فمخدومك في حاجة شديدة إلى أن يجد من يسمعه ويحاوره ، ويشكو له مشاكله ، ويشعر بأحزانه وآلامه ، ويشاركه أفكاره.
والسؤال الآن هو : كيف تحاور فتى إعدادی؟
خمسة أشياء يمكن عملها لتحافظ على الحوار قائم بينك وبين مخدوميك … إن جذور الإتصال بينك وبين مخدوميك يبدأ في الطفولة المبكرة ، والحوار العميق يصبح أصعب إذا لم يكن لك حوار سابق معه ، وهناك خمسة أشياء يمكن أن تساعك لجعل مخدوميك يتحدثون إليك بصراحة وأمانة :
1- اسمعه جيدا ، فالفتيان يحبون أن يجدوا من يسمع آراءهم ونظرتهم في العالم ، خذ وقتك التسمعهم بعمق واحترام .
2- لا تقاطعه في الحديث أو تقفز إلى نهاية القصة ، أحيانا يحتاج الفتى أن يصل لنقطة معينة في الحديث ، وأنت بذلك تنهى حديثه ولا تجعله يخبرك ما لديه .
3- امدح مخدومك ، عندما يسألك المساعدة ، أنها طريقة جيدة لتشجيع أولادك أن يشكوا لك باستمرار من آلامهم ومخاوفهم .
 4- احترم مخاوفهم واهتماماتهم ، حتى لو كانوا مختلفين عنك ، تدريجيا سوف يثق فيك المخدوم ، وتجده يأتي إليك ويشكو لك مخاوفه بصراحة .
5- ذكرهم من وقت لآخر بضرورة أن يصارحوك عما يدور بداخلهم ، أو ما يتعرضون له من أخطار أو مشاكل في المدرسة أو ممن حولهم . من المهم أن يكون لديك خلفية عن ثقافة سن إعدادي ، وكيفية إدارة حوار ناجح معهم من خلال فهم احتياجاتهم الأساسية .

والآن … هيا نحاول مع الإستفادة من معرفة هذه الاحتياجات ، لكي نضع منهج مناسب يلبي هذه الإحتياجات …

 

زر الذهاب إلى الأعلى