آمين، تعال أيها الرب يسوع

 

“آمین ، تعال أيها الرب يسوع” (رؤ ۲۰:۲۲)

في وطننا السماوي سنكون كلنا قامة واحدة في المسيح ، الكل ينعم بحبه وسلطانه ، ليس بعد حزن ولا كآبة ولا تنهد ، بل فرح دائم ، ويمسح المسيح كل دمعة من عيون متقيه ، فيفرحون معه فرحاً أبدياً، يُظللهم المجد الإلهي.

أما سر السعادة الأبدية في وطننا الجديد السعيد فهو حب الله والمسيح : “ليكون فيهم الحب الذي أحببتني به”.

فإن كانت الأحزان والأوجاع في الوطن الأرضي الزمني هي من صنع أيدينا ، ومن عبودية الخطية التي سرت في قلوبنا وأفكارنا ؛ إلا أن السعادة الأبدية في وطننا السمائي نابعة من قلب الله وفائضة على الكل.

وهكذا يظل القديسون يمجدون ويسبحون على الدوام ، لأنه هناك لا يكون ليل أو نهار ، بل تهليل وتسبيح يدوم إلى الأبد ، وتسود نعمة الله على كل قلب، فيصبح وطننا الأبدي هو عينه النعيم الدائم الذي يفيض من كل قلب ، ومن شدة الفرح يصير صراخ القديسين الملتهبين بالمحبة الإلهية صراخ تمجيد وتعظيم الله ، ويصيرتسبيح القديسين مكملاً لنشيد الملائكة ، فتضج الخليقة كلها بتمجيد الله على الدوام .

فمتى ينتهي هذا الزمان وندخل إلي نعيمنا الأبدي ونستريح من جذب هذا العالم الشديد ؟ إن عزاءنا الوحيد هو أن وعد الله صادق ، والمسيح هو الحق . لذلك فإن رجاءنا في الرب شديد ، وهو أملنا الوحيد الذي ننتظره بفارغ الصبر ، أمين تعال أيها الرب يسوع ولينته العالم ؟

فاصل

من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين

زر الذهاب إلى الأعلى