أترى ماذا يكون هذا الصبي؟

 

في ميلاده يروي لنا القديس لوقا البشير أربعة أمور تمس علاقتنا بميلاد السيد المسيح ونمونا الروحي :

١-تسمية يوحنا [٥٩-٦٣].

في يوم ختانه رفضت اليصابات تسميته ” زكريا ” باسم أبيه ، وقالت : ” لا بل يُسمى يوحنا ” [60]. لم تذكر اليصابات أنها اتفقت مع رجلها على تسمية الابن ، لذلك تعجب الحاضرون عندما كتب على لوح أن اسمه يوحنا. فماذا وراء هذا الاسم الذي لم يتسم به أحد من عشيرتهما.

إذ جاء هذا الطفل ليكون الصوت الصارخ في البرية ليعد الطريق للرب، أراد الوالدين دون اتفاق سابق ألا يكون منتسباً للعشيرة ، بل ينتسب للرب الذي يعلن حنانه کحمل يحمل خطية العالم. هكذا يليق بإنسان الله ألا ينشغل بالزمنيات بل يضع نصب عينيه أن يتمم الرسالة التي وضعها الله له لبنيان ملکوته.

في لقاء مع شيخ وزوجته ، سألتهما: ما هي رسالتكما؟ في دهشة قال لي الشيخ : لم يرد هذا السؤال على ذهني مطلقا ، ولست أعرف ما هي رسالتي طلبت منه أن يسأل الله في كل صلواته عن رسالته التي وضعها الله في خطته . 

2- ماذا يكون هذا الصبي ؟ [66].

شعر جميع الجيران بأن يد الرب معه [66] ، وأن له رسالة فائقة لا يعرفها أحد. مسكين الإنسان الذي يكون كسمكة ميتة : ليس لها طريق تسلكه ، بل تحركها أمواج البحر في اتجاهات متباينة، مع شعور المؤمن بضعفه يثق في عمل الله به وفيه، فيقول مع الرسول : ” أستطيع كل شيء في المسيح يسوع الذي يقويني ” ( في 4 : 13).
إنسان الله يضع أمام عينيه مركزه الجديد كابن له يعتز بأبوة الله السماوي، ويثق في تدبير الرب لكل حياته.

3- تنبؤ زكريا الكاهن عن الخلاص في بيت داود [67]

ما شغل قلب زكريا ليس أن الله نزع العار عن الأسرة، إذ صار لها ابن يستلم منه الكهنوت، ولا ماذا يقول الناس عنه، إنما تذكر قول الملاك له : “ويكون لك فرح وابتهاج، وكثيرون سيفرحون بولادته، لأنه يكون عظيماً أمام الرب ، ومن بطن أمه يمتلئ من الروح القدس ، ويرد كثيرين من بني إسرائيل إلى الرب إلههم” (لو1: 14-16).

تهلل الجنين يوحنا في بطن أمه ، وسكب فرحاً وبهجة على أسرته ، وامتد الفرح إلى جيرانهم ، وسر به السمائيون إذ رأوه أنه عظيم في عيني الرب، ويرد كثيرين إلى الرب إلههم، ويتمتعون بمحبة الله وخلاصة! 

4- كان الصبي ينمو ويتقوم بالروح [80].

النمو المستمر علامة الحياة، فإن كان قد امتلأ من الروح القدس وهو بعد في بطن أمه كقول الملاك (لو1 :15) . فهذا الملء يتجدد باستمرار خلال نموه ، فيزداد قوة بالروح . هذا ما كان يسعى إليه الرسول بولس لعله يبلغ قامة ملء المسيح ( أف 13:4 ) .

القمص تادرس يعقوب ملطي
كيهك 1737 اش.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى