أتستطيعان أن تشربا الكأس التي أشربها أنا؟

 

“أتستطيعان أن تشربا الكأس التي أشربها أنا ؟” (مر 10: 38)

المسيح وضع شركة الألم معه في صورة شركة حب معه . وفي الحقيقة هذه هي الطريقة الوحيدة التي تجعل الصليب مقبولاً. وبغيرهذه الشركة (شركة الألم والحب مع المسيح) يستحيل على الإنسان أن يحمل الصليب .

لذلك كلما ازدادت عليك المصاعب ، أو هو محسوب عند العالم أنه مصاعب ومصائب ، افتخر بها وإعتبرها أنها هي النياشين أو المكافآت التي يجب أن تعتز بها .

فيوم أن تُشتم ؛ إياك أن تحزن ، بل ارفع رأسك إلى فوق وافتخر كمن نال نیشاناً. افتخر بأنك لم تجب شاتمك بسبب حبك للمسيح : « طوبی لكم إذا … قالوا عليكم كل كلمة شريرة من أجلي كاذبين ، افرحوا .. » ( مت 5 : 11).

قف أمام صورة المسيح المصلوب بدالة ، وحس بالدالة التي صارت لك مع الرب ، قل له : بدأت أشبهك يا رب في 1 ٪ من الذي قبلته أنت . وهنا تبتدئ تخجل من نفسك ، وتقول لنفسك : { ماذا تكون آلامي أمام آلام المسيح ؟! إني أخجل أن أقول إني أشترك في الصليب ؟ هذا لا يعتبر شيئاً على الإطلاق . فالذي احتملته أنت يا رب ، حباً فيَّ، شيء لا نهائي . عيب علي أن أشتكي }.

اعلم أن كل ما يثيره الشيطان عليك من مضايقات سيكون سبباً لتزكية محبتك للمسيح واضطرام هذه المحبة ، بل وسبباً لازدياد فرحك :  لماذا ؟ لأنك تدخل في شركة مع الرب ، تشرب معه نفس الكأس . إنسان يشرب كأس محبة مع إنسان حبيب له ، بالطبع سوف يكون هناك فرح . هذا هو سبب كل آيات العهد الجديد الكثيرة التي تربط الألم بالفرح ، وأبسطهم : “أفرح في الامي”. الحب هو سر توحيد مضادة الفرح بالألم .

فاصل

من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين

زر الذهاب إلى الأعلى