أفتخر بالحري في ضعفاتي

“أفتخر بالحري في ضعفاتي ، لكي تحل علىَّ قوة المسيح” (2كو 12:9)

لابد أن يتعلم أولاد الله أن لا يصلوا من أجل حياة هذا الدهر الفاني ، ففي نهاية المطاف سيكون أن الذي يستخدم هذا العالم كالذي لا يستخدمه ، فسيان عند الرب إن كنا أغنياء أو فقراء ، أصحاء أو أشداء ، فهو قادر أن يجعل الضعيف أشد وأقوى من القوي إن هو التجأ إلى الرب ، وقادر أيضا أن يشدد الضعيف والمريض ليكون أفضل من القوي والسليم .

لقد تعلم الرسول بولس بعد أن رفضت صلاته ( للشفاء من شوكة الجسد ) ، أن الرب يقبل الضعفاء والمرضى كالأقوياء والأصحاء ، فقال : “لذلك أسر بالضعفات والشتائم والضرورات والاضطهادات والضيقات لأجل المسيح ، لأني حينما أكون أنا ضعيفاً فحينئذ (أصبح في عين الرب ) أنا قوي” .

هذه النظرة القوية والعميقة جداً من بولس تجعل اهتماماتنا الكثيرة بالصحة والقوة والعافية والاحترام ، توافه في عين الرب . ويلزمنا من الآن أن تقتصر اهتماماتنا على كل ما يرضي الرب ، ونشعر فعلا أن تصرفاتنا وحديثنا واهتماماتنا هي في دائرة مشيئة الرب… فإن كنا أصحاء فللرب ، وإن كنا مرضى فللرب ، “فإن عشنا وإن متنا فللرب نحن ” ( رو 14: 8 ) ، شاكرين على كل شيء وفي كل شيء ومن أجل كل شيء.

والنتيجة النهائية التي توصل إليها بولس الرسول هي أن يخضع لترتيب المسيح . فهو من أجل المسيح ومن أجل حبه وضع على نفسه أن لا يشكو ولا يصلي من أجل اضطهاداته وضيقاته والشتائم والضربات المميتة ، بل أن يقبلها بالشكر ، بل ويفتخر بها . 

من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين