أما نحن فلنا فكر المسيح
“أما نحن فلنا فكر المسيح” (1 كو 2 :16)
يتحتم أن نأخذ المسيح قبل أن نعمل أعمال المسيح . ويتحتم أن نكون صالحين لنعمل الصلاح . يلزم أن نكون أحباء قبل أن نحب . ومن المستحيل أن نتوب قبل أن نبيع ، ولا أحد يدخل الملكوت إلا إذا باع . وبالاختصار فإن قانون الراجعين إلى الله قانون موحد يجعل كل ذوي الشكل الواحد في بيت ، ويجعل لهم من تخصصاتهم الأولى مواهب تفوق العقل والمعقول ، وهذا هو سر الخلق الجديد.
الرسول يعقوب يحثنا بمحبة فائقة قبل فوات الأوان ، أن كل من تعوزه الحكمة فليطلب من عند أبي الأنوار الذي يعطي بسخاء ولا يُعيَّر. حتى تكتمل فينا مواهب الاختيار وحتى لا نكون ناقصين شيئاً عن شكل القديسين ومواصفاتهم.
آه لو أُعطيت لنا مرآة القديسين لننظر فيها الآن إلى أنفسنا لانزعجنا جداً لأن أشكالنا مُشوهة ، لا الشكل الخارجي بل شكل الروح ووداعتها ، على ضوء صفات المسيح وتهذيب الروح القدس ، الذي يئن فينا متوسلاً أن نقبل ما لروح الله وألا نعاند ، لأن الله لا يريد أن يأخذ شيئاً مقابلاً ، فهو يعطينا ما ينقصنا ، فماذا يكون عذرنا؟ علماً بأن أي تمسك بالتراب سيحرمنا كل ما للسماء.
القداسة هي للجميع ، وهي تُشتری بالاتضاع والمسكنة والبذل والاحترام الشديد ، وتفضيل كلمة الآخرين ورأي الآخرين وراحة الآخرين ، ونسبة أخطاء الآخرين إلى نفسي ، وتبني أخطاء الإخوة والعفو السريع عن المعتدين ، وفي النهاية اعتبار الجميع قديسين إلا أنا.
من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين