إني أنا حي فأنتم ستحيون

 

” إني أنا حي فأنتم ستحيون” (يو14 : 19)

الذي يعيش مع المسيح يعيش مع الحياة الأبدية ، فمع الحياة لا موت ، لأن المسيح هو الحياة الأبدية التي كانت مخفية عند الآب وأُظهرت لنا وأعطانا أن نشترك فيها معه ، فمع المسيح لا موت بعد أياً كان ، لا مرض ولا شيخوخة ولا ضعف ولا أي حدث يتهدد الإنسان . والسبب واضح وهو أن الذي يحيا مع المسيح لا تنطبق عليه قوانين الأرض ومنطق الحياة الأرضية . فالمسيح حياة أبدية والذي يدخل في شركة المسيح يدخل الحياة الأبدية ويصير بمعزل عن كل قوانين ومنطق الأرض . كما أن الشركة مع المسيح أي في الحياة الأبدية يعطيها المسيح مجاناً من طرفه لكل من يرضى أن يعيش مع المسيح.

هذه الحقيقة الإلهية عند البعيدين عن المسيح هي أمر مضحك ، وأمَّا بالنسبة للقريبين من المسيح الذين لم يذوقوا الرب بعد : « قال كثيرون من التلاميذ إذ سمعوا : إن هذا الكلام صعب! من يقدر أن يسمعه ؟ … ولكن منكم قوم لا يؤمنون . لأن يسوع من البدء علم من هم الذين لا يؤمنون … من هذا الوقت رجع كثيرون من تلاميذه إلى الوراء ، ولم يعودوا يمشون معه » ( يو6: 66 ).

وبعد أن طرح المسيح على العالم قضية الموت والحياة ، لا يزال قوم يتحيزون لقضية الموت وقوم يتحيزون لقضية الحياة : الأولون يضحكون الآن مع أهل الصبية ليبكوا إلى الأبد عندما تُرفع القضية للحكم ، والآخرون يبكون الآن على الذين يضحكون ليضحكوا إلى الأبد عندما تُرفع القضية وتُعرف الحياة الأبدية .

فماذا أنت : أضاحك مع الضاحكين أم باك على الذين يضحكون ؟ 

فاصل

من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى