إن حرركم الابن فالبحقيقة تكونون أحراراً

 

“إن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحراراً” (يو 8 : 36)

قال المسيح إن من يفعل الخطية يكون عبداً للخطية ، هذه حقيقة مُرة . فالإنسان وُلد من أمه حراً ، ويبقى حراً إلى أن يفعل الخطية فيفقد حريته في الحال ، لأن أبا الخطية ومخترعها هو الشيطان ، أما الخطية في حد ذاتها فهي الضياع واللاشيء وهي أكبر كذبة اخترعها الشيطان.

ليس هناك أي قوة في الوجود تقدر أن تهزم الخطية والشيطان لتحرر الإنسان من عبوديتهما ، إلا صليب المسيح وجسده الممزق على الصليب ، فلما مات المسيح بالجسد ، ماتت الخطية إلى الأبد وتحرر الإنسان.

المسيح يقول : ” أنا هو الحق ” ، فالحرية التي يحررنا بها المسيح من الخطية هي الحرية الحقيقية ، ولا توجد أي حرية في الوجود تُدعى حرية حقاً إلا حرية المسيح . لماذا ؟ لأن المسيح هو جوهر الحق الإلهي الوحيد .. لذلك يشدد المسيح أن من يحرره بالحقيقة يكون حراً ، بل يصبح له وجود حقيقي أمام الأب . وهكذا ينتقل الإنسان من كذب الخطية وسلطان أبي كل كذاب ، إلى حق الله .

والابن يحررنا لحساب الآب ، وينقلنا من بيت العبودية تحت سلطان الخطية إلى حرية أبناء الله . وهذا استلزم أن يخلقنا جديداً، خلقة جديدة لا على صورة آدم بل على صورة خالقنا في المجد ، ليست خلقة جسدية بعد ، لأن المخلوق من الجسد جسد هو . لذلك لزم أن يخلقنا بروحه من روحه ، من فوق وليس من الأرض . فنحن صرنا خليقة لحساب السماء وليس لحساب الأرض والتراب .

فاصل

من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى