إن غفرتم للناس زلاتهم يغفر لكم أيضاً أبوكم السماوي

 

 “إن غفرتم للناس زلاتهم يغفر لكم أيضاً أبوكم السماوي” (مت ۱۶ : ۳)

المسيح لا يطالب المؤمنين الذين غُفرت خطاياهم أن يغفروا هم بقدراتهم الذاتية ، لأن التنازل عن حقوق الذات أمر صعب للغاية . كذلك لا يعتمد على مجرد النطق : أنا غفرت لك اغفر أنت أيضاً، ولكنه يعتمد على ما صنعه المسيح لنا وبنا . هنا يلزمنا العودة إلى كيفية إتمام مغفرة خطايانا.

المسيح تألم وذبح بجسد البشرية الذي أخذه واتحد به . فالبشرية تألمت معه وذبحت معه وصارت شريكاً مع الابن الذي ذبح في مضمون وقوة الكفارة. فنحن أخذنا غفران خطايانا من حكم سابق علينا بالموت واللعنة الأبدية ، وذلك من واقع تكميلنا مع الابن على الصليب حكم اللعنة والموت الذي تنازل المسيح ليكون شريكنا فيه ، لنأخذ حكم البراءة النهائية ، وهكذا نلنا الغفران من واقع حكم البراءة الذي اكتسبه المسيح لنا . إذن فمغفرة خطايانا هي من واقع حكم براءة تم على الصليب ونفذ بالقيامة واشترك فيه كل خطاة الأرض ، وبصفة خاصة وممتازة كل من آمن بالمسيح . وبذلك ليس من فراغ أن يطالبني المسيح أن أغفر لأخي . فأنا أحمل قوة نعمة الغفران الذي أكمله المسيح لي ولأخي على الصليب . فمن ذات رصيد قوة ونعمة المغفرة التي تمت لي أنا أغفر ، فإذا تجرأت ولم أغفر لأخي مهما أخطأ لي ، فقوة ونعمة رصيد المغفرة الذي لي يتوقف عمله ، لأنه مُعطى لي أساساً لكي أعطيه : “اغفروا يُغفر لكم “، وأُعطي لي مجاناً لكي أعطيه مجاناً . وهكذا إن توقف عمل الغفران بين المؤمنين لأي سبب ، ، توقف عمل الصليب وبرز حكم الموت الأبدي من جديد .

فاصل

من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين

زر الذهاب إلى الأعلى