اثبتوا في محبتي

 

” اثبتوا في محبتي” (يو 15: 9)

نحن مطالبون بالثبوت في الرب لكي يثبت هو فينا ، والثبوت هو ثمرة المحبة ، أما محبة الرب فهي بحفظ وصاياه : “من يحفظ كلامي هو الذي يحبني” ( راجع يو 14 : 21 ) . وحفظ الوصايا ليس مجرد عمل بحسب مشيئة الإنسان بل هو استجابة لإيحاء الروح القدس ، لأن الروح القدس هو العامل فينا.

والثبوت في الرب هو ثمرة الحب المتبادل معه ، ولكن مع ملاحظة أن الإنسان هو مسؤول عن البداية : “اثبتوا في وأنا فيكم” ، “الذي يحبني أحبه” ، لهذا أرسل المسيح الروح القدس من عند الآب ليقودنا في تكميل الالتصاق بالمسيح بالثبوت والحب المتبادل. فليس للإنسان عذر في عدم استجابة الروح ، فهو يحثنا على الثبوت والحب لأن هذا هو عمل الروح القدس الساكن فينا . لذلك يقول المسيح وهو واثق مما يقول ” إن وصاياي ليست ثقيلة عليكم ” ، لأنه عالم أن القوة الدافعة لعمل الوصايا ليست من اختصاصنا بل هي عمل الروح القدس السري .

القديس بولس يصف الإنسان الذي يثبت في المسيح بأنه إنسان يسير في وسط المعاثر وهو ماسك بالحياة الأبدية « أمسك بالحياة الأبدية التي إليها دعيت » ( 1تي 6 : 12) . وكأنما الرسول يصور الإيمان المسيحي والثبوت في الرب بسلم قاعدته على الأرض ورأسه مسنود فوق على الحياة الأبدية . وعلى من دُعي أن يسير تبعاً للمسيح وممسكاً فيه ، أن يصعد هذا السلم خطوة خطوة ، ناظراً إلى فوق من حيث تأتي المعونة والقوة ، مثبتاً يديه في السلم ، غير عابئ بالعالم الذي يجذبه إلى أسفل . 

فاصل

من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين

زر الذهاب إلى الأعلى