اجتهدوا أن تدخلوا من الباب الضيق

 

 “اجتهدوا أن تدخلوا من الباب الضيق” (لو 13 : 24)

أن يؤمن الإنسان بما قاله المسيح وما عمل ، سهل ؛ فما أسهل أن يؤمن الإنسان بالمسيح في قلبه ويعترف به بفمه . ولكن اختبار صدق الإيمان هو العمل به والسلوك بمقتضاه . إذ بعد الإيمان يوجد الباب الضيق ، و الطريق الكرب ، الذي يتحتم على كل من آمن بالمسيح أن يعبر منه . 

فالباب الضيق هو نقطة العبور الحرجة من الطريق الواسع المؤدي إلى الهلاك إلى الطريق الكرب المؤدي إلى الحياة ، حيث يُفحص القلب والضمير على ضوء الصليب .

وأشد أعداء المؤمن المخفيين في داخله هم : البغضة ، العداوة ، الخصام ،  الدينونة ، محاكمة أعمال الآخرين دون محاكمة الذات ، ومحاولة إخراج القذى من عيون الآخرين والخشبة مدقوقة في نني عين الإنسان.

هؤلاء هم الأعداء الجوانيون للإنسان المؤمن المتربصون به على عتبة الباب الضيق يمنعونه من العبور منعاً. والإنسان للأسف إما هو لاهٍ عنها مستهتر بها ، أو أنها دخلت خلسة تحت جلده وصارت جزءاً من طبيعته ، أو أنه يمارسها بفجور وكأن لا إنجيل له ولا ديان وليس أمامه باب ضيق .

هذا الإنسان لا يعود ينفعه إيمانه ، لأن الذي يصنع هذا يكون قد داس المحبة وافترى عليها وأهانها ، والمحبة هي الله ، وهي شهادة صدق الإيمان وفاعليته .

وستبقى تعاليم المسيح أعلى دائماً من مستوى أقصى جهد للإنسان ليبقى الإنسان دائماً مُنسحقاً أمام الله والمسيح ، متشبثاً بالنعمة.

فاصل

من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين

زر الذهاب إلى الأعلى