احفظهم في اسمك

 

“احفظهم في اسمك .. ليكونوا واحدا كما نحن” (يو ۱۱:۱۷)

الوحدة المطلوبة هنا هي أساس للحفظ ، ف “احفظهم في اسمك” ، لأنهم “في العالم” ، بأن تجعلهم واحداً . والعشرة ورابطة المودة والإجماع على الرأي والمشورة ، هي وحدة الطبيعة التي تأخذ قوتها وتحقيقها وانسجامها الفائق من المسيح وفيه . فالمسيح في وحدة مع الآب ، قائمة بحضور التجسد . والقصد أن قوة الوحدة التي في التجسد مع الإنسان ، ثم قوة الوحدة التي بين المسيح والأب هي القوة التي يطلبها لنا لتجعل كل المؤمنين واحدا في المسيح.

هكذا يطلب المسيح للتلاميذ أولاً أن يكونوا واحداً بهذه القوة ، فتتكون الكنيسة في قوة الاسم . ولاحظ أن الوحدة ، كقوة نابعة من وحدة الآب والمسيح ، والتي يطلبها المسيح لا يقصد أن تأتي مفروضة عليهم من خارجهم ؛ بل يطلب أن تنشأ فيهم من داخلهم ، وذلك بثبوتهم في الاسم ، وبالكلمة ، وبالصلاة ؛ الأمر الذي استجاب له الآب بقوة في تكميل وعده بإرسال قوة الروح القدس الفعالة لهذه الوحدة عينها ، كما حدث فعلاً يوم الخمسين .

وأخيراً نقول إن الوحدة الحقيقية التي يطلبها لنا المسيح تقوم على تقديس الاسم واستعلان الحق الإلهي في الكلمة ، وقوة الاسم – إذا تمسك بها كل واحد – هي بحد ذاتها قادرة أن توحد المؤمنين وترفع الفوارق بين طبائعهم ، وتُخفي ذواتهم عن أعينهم ، وتُخلي مشيئاتهم من أنفسهم ، وذلك وحين يتوقف جذب العالم لشهواتهم ويتحرك الروح فيهم.

فاصل

من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى