ارجعي يا نفسي إلى راحتك
“ارجعي يا نفسي إلى راحتك” (مز7:116)
المسيح هو هدفنا الذي نعيش له ونموت له.
فإذا لم يكن المسيح نفسه هو هدف حياتنا بكل وضوح وأمانة وإخلاص القلب والنية ؛ فإن العالم وجسدنا وذاتنا وكبرياءنا ، هم ولا شك سيكونون هدفنا.
فعندما نتواجه مع أنفسنا بالحق ، ونحبسها في مجال الحب الإلهي ؛ حينئذ نكتشف مدى الانحراف والخطأ الذي أصاب هدف حياتنا . فتبتدئ ندينها دينونة صادقة وكاملة في حضرة الرب ، ونندم في التراب ، ونبكي على زمان الجهالة ، ونتوب بإخلاص أمام الرب . حينئذ تنفتح علينا طاقات حبه الإلهي ، فالرب لا يطيق أن يحبس حبه عن العائدين إليه من الكورة البعيدة ، إنه يمسح دموعنا بيديه ، وعوض الكآبة يمسحنا بدهن البهجة للخلاص ، أكثر من رفقائنا .
وبينما نحن نحكي له عن فجورنا ؛ يحكي هو لنا عن إخلاصه! نحن نئن من ثقل جحودنا ؛ وهو يئن من ثقل حبه!
وهكذا يظل يلح علينا بحبه حتى يغلب ضعفنا وتتحول دموعنا المحرقة بألم التوبة ، إلى دموع الفرحة المشرقة ببهجة الخلاص الأبدي .
وهكذا يثمر الاعتكاف ثمرته العظمى التي تدوم لنا إلى الأبد : ثمرة الحب الإلهي ، والتي هي وقود الخلود ، النار التي ألقاها الرب على أرض الشقاء ، لتحول شقاءنا إلى سعادة أبدية في سرلا يدركه إلا التائبون .
هذا زمان التوبة ، زمان خلاص ووقت مقبول ، زمان نور لا ظلام . فتعالوا انعموا بالنجاة في حضن المسيح المريح ، التصقوا به ، اتبعوه أينما سار ، تلقوا منه كلمات المحبة ولا تعودوا تحبوا شيئا آخر غيره .
من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين