هوشع النبي

 

“هوشع” كلمة عبرية تعني (يهوه يخلص)، منها جاءت كلمة “يشوع” أو “يسوع”. وهو من أنبياء ما قبل السبي، وقد شاهد سبي إسرائيل أو سقوط السامرة عام 722 ق.م. بواسطة آشور، وقد عاصر أشعياء النبي (راجع هو 1: 1، إش 1: 1) وميخا النبي في يهوذا، كما عاصر عاموس في إسرائيل.

لعل ذكره “إفرايم” لا بمعنى سبط أفرايم وحده، وإنما مملكة إسرائيل الشمالية كلها، 36 مرة، يوحي إلينا أنه كان من مواطني جبل أفرايم.

يعتبر هوشع نبيًا لإسرائيل، وإن كانت نبواته قد شملت أحيانًا يهوذا، قيل أنه في أواخر أيامه ذهب إلى يهوذا وتنبأ هناك.

هوشع كلمة عبرية تعني “يهوه يخلص” ومنها كلمة يشوع أو يسوع.

عاصر ملوك يهوذا ” عزيا ويوثام وأحاز وحزقيا”. وقارن مع (أش 1:1) تجد أنهم نفس الملوك الذين عاصرهم إشعياء. أي أن هوشع وإشعياء تنبأ كلاهما في نفس الفترة الزمنية. وبينما تنبأ إشعياء في يهوذا، تنبأ هوشع في مملكة إسرائيل الشمالية، إلاّ أنه غالباً وبعد سقوط السامرة في يد أشور ذهب هوشع إلى يهوذا وأكمل نبواته هناك. وهوشع ذكر أسماء ملوك يهوذا ولم يذكر أسماء ملوك إسرائيل الذين عاش وسطهم، لأنه غالباً إعتبر أن ملوك يهوذا، نسل داود هم الملوك الذين بحسب قلب الله. ومن الأنبياء الذين عاصروه أيضاً عاموس وميخا (عاموس في إسرائيل وميخا في يهوذا)

بدأ هوشع نبواته في أيام يربعام الثاني بن يوآش ملك إسرائيل.

ملك زكريا بن يربعام لمدة 6 شهور ثم قتله شلوم بن يابيش الذي ملك شهر واحد. ثم قام منحيم بن جادي على شلوم وقتله وإمتلك مكانه 10سنوات ومات وخلفه إبنه فقحيا بن منحيم لمدة سنتين. ثم قتله فقح بن رمليا. وهوشع قتل فقح. وحاصرت أشور السامرة في أيام هوشع ثلاث سنين إلى أن سقطت سنة 722ق.م.

تقدر المدة التي تنبأ فيها هوشع بحوالي 70سنة. وفيها تنبأ بخراب إسرائيل. وكرر نفس التحذير ليهوذا. وذلك بسبب الإنحلال الخلقي والديني وعبادة الأوثان والزنا. وعبادة الأوثان كانت تشتمل على الزنا في المعابد الوثنية.

استمرت مملكة إسرائيل فترات طويلة بدون ملك (هو3:10)

فكر ملوك إسرائيل في التحالف مع مصر ضد أشور، واعتبر هوشع هذا خطية كبيرة (6:10) وطبعاً الحل ليس في التحالف مع قوى عالمية كبيرة، بل في الاعتماد على الله. ولكن الله له شروطه وهي ضرورة التوبة. وسفر هوشع سفر رائع لموضوع التوبة خاصة الإصحاح الأخير.

قبل سقوط إسرائيل نهائياً في يد أشور تعرضت لعدة غزوات من الأشوريين وأوقعت أشور على الإسرائيليين الجزية. وهكذا نرى أن الله لا يأتي بضربة كبير إلاّ لو سبقها إنذارات. فلقد سبق سقوط السامرة زلزلة عظيمة (عا1:1) وضربة جراد (يؤ2:1-4) ثم غزوات أشور البسيطة وفرض الجزية وأخيراً الضربة الكبيرة وهي السبي بعد تدمير السامرة نهائياً.

 ولاحظ أن ملوك إسرائيل كانوا أشراراً كشعبهم، قتلة ومغتصبين للعرش وأخر ملوك إسرائيل هوشع بن إيلة الذي أخضعه شلمنآصر ملك أشور ووضعه تحت الجزية. وإذا وجد في خيانة لأنه استغاث بسوا ملك مصر ولم يؤد الجزية قبض عليه وحاصر السامرة 3 سنين وتم سبي إسرائيل، وكان هذا في السنة الخامسة لحزقيا الملك.

غالبية نبوات هوشع عن إسرائيل، ويسميها في بعض الأحيان السامرة فالسامرة هي العاصمة ويسميها في أحيان أخرى أفرايم وهو أكبر أسباط إسرائيل ومنه يربعام أول ملوكها بعد انفصال المملكتين.

سبب إنحراف مملكة إسرائيل منذ نشأتها أن يربعام بن نباط ملكهم الأول الذي شق المملكة أثر ثورة وانقلاب على رحبعام بن سليمان، هذا قد أقام هيكلين في أراضي إسرائيل، ووضع فيهم عجول ذهبية، وطلب من شعبه العبادة في هذه الهياكل، واعتبر أن هذه العجول الذهبية هي بمثابة يهوه إله إسرائيل. وهو فعل هذا لأنه خاف أن يذهب شعبه للعبادة في أورشليم بحسب الناموس فيثوروا ضده وينضموا لملك يهوذا. وهكذا كان الانفصال بداية كل الشرور. فلقد تبع عبادة هذه العجول الذهبية والانفصال عن هيكل الله في أورشليم دخول عبادة البعل الوثنية خصوصاً على يد عائلة أخاب ملك إسرائيل. ولهذه الشرور غابت البركة عن مملكة إسرائيل، فلقد توالت الاغتيالات السياسية، وحكمت إسرائيل أسرات عديدة، أما كرسي داود فلقد استمر ثابتاً يحكم يهوذا حتى سقوط يهوذا في سبي بابل. فالاستقرار كان بركة من الله.

فاصل

عاموس النبي مملكة إسرائيل إشعياء النبي
تاريخ العهد القديم

 

زر الذهاب إلى الأعلى