افرحوا كل حين

 

 “افرحوا كل حين .. لأن هذه هي مشيئة الله في المسيح يسوع من جهتكم” (1نس 5 : 16، 18)

أول نصيحة للفرح قالها العهد القديم لما قُرئ الناموس على الشعب بعد زمن كثير من البعد عن الله . فحينما أخذوا يبكون بشدة متأثرين بكلام الله ، نبههم نحميا النبي قائلا لهم : لا تبكوا اليوم “لأن فرح الرب هو قوتكم » ( نح ۸: ۱۰ ).

في الحقيقة إن ” فرح الرب” هو قوة الإنسان الحقيقية ، وهو لا يكون إلى لحظة أو له زمان خاص بل لأنه نابع من رحمة الله ومحبته في شخص ابنه يسوع ؛ صار فرحاً كل حين . وهي أثمن وصية قالها بولس الرسول بالروح للبشرية التي دخلت إلى فرح ابن الله الدائم . ففرحنا هو بالرب يسوع ، والرب يسوع قائم دائم في الله ، لذلك أصبح فرحنا الذي ينبع من الله في ابنه هو هو فرحنا الدائم.

فإن كان فرح العالم بالأشياء التي في العالم إلى لحظة أو إلي يوم فهو سينقلب إلى حزن وكآبة ، لأن ما يفرحنا من أمور العالم فوق أنها تافهة فهي وقتية زائلة ، حيث يعقبها ولابد فراغ قاتم يجثم فوق النفس فتشملها الكآبة والحزن والندم.

العالم مليء بالمحزنات ؛ لذلك كانت وصية الله لأبنائه أن يفرحوا على الدوام . وفي الحقيقة إن الفرح هو سلاح إيجابي يقطع دابر الحزن ويلغي مسبباته بل ويواجه كل أنواع الآلام التي يسوقها الشيطان ضدنا ، كأنها لسعة ناموسة يضيع أثرها بزوالها . لذلك فوصية الفرح بالرب ، هي وصية واقية ضد سم الحية الذي يميت المحزونين ظلماً وكذباً من أجل أشياء كلها فانية . 

فاصل

من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين

زر الذهاب إلى الأعلى