الخدمة عند القديس بولس الرسول

 

  في رسالة معلمنا بولس الرسول إلى القديس تيموثاوس .. ( 1تی ۱۰:۳-۱۷ ) نتبين منهجية الخدمة في حياته ، فهي منهجية للحياة مع المسيح وخاصة للخادم ، وكأنه يخاطب تلميذه تيموثاوس قائلا : مسيرتك معي لم تكن مضيعة للوقت ، إنما تلمذة حقيقية . فهي مسيرة متكاملة ( ۲ تی ۱۰:۳،۱۱ ) فيها : 
+تعاليم وسيرة : تشهد لهذه التعاليم . 
+هدف واضح : بعيداً عن محبة الكرامة والمناصب ، حب المادة .. أو نوع من التعصب لفكرة معينة عندما قال : ” خسرت كل الأشياء ، كان يقصد بهذه الأشياء الناموس والشريعة التي خلقت شئ معين من الرضا في داخله الذي هو الذات والإفتخار أمام الناس .. هذه الأشياء تركها لأجل قصد واحد هو حب بلا قيود .. نفس منسكبة “انا الان اسكب سكيباً ” ( 2 تى 4: 6 ) ، وأيضا قال : “وإن كنت أنسكب أيضا على ذبيحة إيمانكم ” ( في ۲ : ۱۷ ) ، أي ليس له أغراض شخصية إنما قصده هو مجد ربنا وخلاص الناس .. حب متدفق نحو الآخرين وهذا واضح من خلال : –

  1.  تعاليمه : فهو يوصي قائلا : “تمسك بصورة الكلام الصحيح الذي سمعته منّي ، في الإيمان والمحبة التي في المسيح يسوع ” ( 2 تی ۱ : ۱۳ ) .
  2. سيرته : سيرة القديس بولس تبين أمانته في الحياة الروحية .. وعلاقته القوية مع ربنا – طهارة سيرته . 
  3. إيمانه : القديس تيموثاوس مع معلمه القديس بولس ، كأنه يتمشى معه ، يرى تحركاته التي هي بقوة الإيمان لذلك يقول : ” هادمين ظنونا وكل عدو يرتفع ضد معرفة الله .
    فهو بالإيمان يغلب الصعوبات ولا يخاف .. وليس هناك مستحيل فكان تيموثاوس يمسك في يد بولس ويخترق المستحيل ليس بمفرده ، وإنما برفقته كمعلمه .
  4. – أناته : طول الأناة في الترفق بالمخدومين – انتظار ثمن الخدمة ، كالفلاح الذي يتعب في الزرع ، طول أناة في التعامل مع ربنا ، فهو كان ينتظر عمل ربنا بحسب قول الكتاب : فتأنوا أيها الإخوة إلى مجيء الرب. هوذا الفلاح ينتظر ثمر الأرض الثمين متأنياً عليه حتى ينال المطر المبكر والمتأخر ” ( یع ۵ : ۷ )
  5. محبته : المحبة واضحة جداً في حياة القديس بولس الرسول .. المحبة هي اللغة التي يفهمها الكل بدون ترجمة ، لأنها تحمل لغتها في فعلها .. خدام كثيرون يعملون أعمال عظيمة ولكن الذي يبقى بعد كل هذه الإنجازات العظيمة هو كم المحبة الذي قدموه خلال خدمتهم .. فالمحبة هي التي تربط الناس ببعض ، لأنها سر الوحدة في الثالوث القدوس بين الأقانيم الثلاثة “المحبة التي لله فينا . الله محبة ، ومن يثبت في المحبة يثبت في الله والله فيه” (1يو 4 : 16) 
    القديس بولس الرسول كان ينبوع يتدفق بالحب ، وكل إنسان يستطيع أن ينهل من هذا الحب الذي بلا دنس ، الذي تكلم عنه في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس ( إصحاح 13 ) كل هذه الأشياء شبع بها تلميذه القديس تيموثاوس في خدمته .. وتلمذته .. هناك مواعيد ومشروعات كلها إنجازات عظيمة ، ولكن لابد أن تفوح منها رائحة الحب . القديس بولس الرسول كان على مثال سيده في المحبة ، لذلك يقول : ” لأن كثيرين يسيرون ممن كنت أذكرهم لكم مراراً ، والآن أذكرهم أيضا باكياً ، وهم أعداء صليب المسيح ، الذين نهايتهم الهلاك ، الذين إلههم بطنهم ومجدهم في خزيهم ” … ( في 3: 18-19 ) ، كان هذا حب في كل الإتجاهات .. يفرح بأى نفس تنمو في المعرفة ومحبة ربنا ، ويبكي على أي نفس تتحول إلى عدوة للسيد المسيح .. لذلك يقول : “من يضعف وأنا لا أضعف ؟ من يعثر وأنا لا ألتهب ؟ ( 2 کو11 : 29 ) .. حب القديس بولس كان حباً عجيباً .. كل الكنيسة كانت في قلبه ليس قاصر على مجموعة معينة .
  6.  جهاده في الخدمة : “إن كان أحد يجاهد لا يكلل ان لم يجاهد قانونياً ( 2 تی 2 : 5 ) .
    لا يمكن أن يوجد جسد مرفه تحت رأس مكلل بشوك .. المسيحية تقدم الصليب كمنهج شهادة للحق – تمسك بالقيم – شهادة لخلاص الله .. تمسك بالوصية .
    إذن جميع خدام الرب ينقذون من جميع التجارب .. المسيحية تقدم الصليب والقيامة معا .. ” ألستم تعلمون أن الذين يركضون في الميدان جميعهم يركضون ولكن واحدأ يأخذ الجعالة ؟ هكذا اركضوا لكي تنالوا”( 1كو 9: 24 ) .

كل هذه الاعتبارات تعرض الإنسان لمصاعب في حياته ..

في منهج الخدمة يجب تعليم المخدومين تنفيذ وصايا المسيح ، ونقدم في التعليم مسيحية العبور .. العبور من الآلام إلى الأمجاد ، ومن الظلمة إلى النصرة .. ليس الانتصار على حساب الإنتقام .. فالمسيح قام بعد الصليب منتصراً، والذين صلبوه انهزموا بدون أن يتسبب في خدش أحد منهم ، قيامته المجيدة كانت أعظم إنتصار .. 

لابد للإنسان أن يكون له بعض خبرات أمثلة الفرح بالضيقات ، لذلك يقول بولس الرسول : “افرح في آلامي لأجلكم” ، “وأما انت فاثبت على ما تعلمت وأيقنت ، عارفاً ممن تعلمت” ( 2تي 3: 14 ) .. مهم جداً أن قيم الإنسان لا تتشكل بالظروف ، ولا تحكمها أهواء من حوله .. ولكن هذا لا يمنع المرونة التي يجب السلوك بها في حياته اليومية ، ولكن مرونة ليست على أساس القيم والعقيدة .

والمقصود بقوله : ” وأما انت فاثبت على ما تعلمت وأيقنت ، عارفاً ممن تعلمت ” (2تي 3 : 14 ) ، وضوح الرؤيا خلال تعاليم الله ، فكل الكتاب موحی به من الله لذلك يقول : “وانك منذ الطفولية تعرف الكتب المقدسة (2 تى 3 : 15 ) ، أي أنفاس الله الحى “الكتب المقسة ، القادرة ان تحكمك للخلاص ” ، فكل ما قرأته في الطفولة عن الذبائح والناموس وكل ما في العهد القديم ، تستطيع أن تفهمه بالإيمان الذي في المسيح يسوع ، فالقديس بولس يوصی تيموثاوس أن يقرأ كل الكتاب ، وليس فصل دون الآخر .. لنتقدم إلى حقل الخدمة :

خطوات قبل خدمة بولس الرسول المقبولة :

1- خلوة . ۲- انتظار . ۳- دعوة .

١- الخلوة : اختار بولس الرسول الصحراء العربية ، وهي قريبة من دمشق لكي يبعد عن اليهود المتعصبين لأنه خانهم وترك طريقهم ، وأصبح طريق الناصري هو طريقه . وكانت هناك في البقعة تجارة شعر الماعز الذي يصنعون منها الحبال وتصنع منها الخيام . فوجدنا بولس الرسول إنجيله بلا نفقه ، لأنه وضع نوله وبدأ يشتغل خلال الثلاث سنوات التي قضاها في الصحراء العربية ، لذلك كان يفتخر : ” حاجاتي وحاجات الذين معي خدمتهما هاتان اليدان ” .

تأمل في الخلوة : 

+ الخدمة حياة داخلية باطنية تقدم كل يوم على مذبح القلب ذبائح من الحب ومن أجل الحب . 
+ الحياة الداخلية هي رؤية الله بوجه مكشوف ، ليس هناك ستار ، يقول مارافرام السرياني : ( إن من يكتشف قوى الظلام التي فيه يصير أعلى شأنا من الذي يقيم الأموات ) .
+ مذبح الكنيسة ، شباك الهيكل عال أى أن النور يأتي من فوق ، يفتح للداخل دعوة إلى الحياة الداخلية . والذبيحة تقام في الداخل . الكنيسة تعلمنا في كل قداس نحضره : أن الحياة الداخلية والباطنية هي أهم شئ في حياة الإنسان . 

+ تفتح أبواب الخدمة أمام الإنسان بعد أن يجتاز مع نفسه ومع إلهه معركة التوبة الحقيقية . التوبة معناها ، جهاد ضد العظمة الذاتية ، جميل في حياتنا أن تكون التوبة عملية نامية وجميل أيضا أن تكون عملية تكرر نفسها ، الخدمة ثمرة من ثمار التوية الحلوة .

إن شبهنا الخدمة بجسد فالتوبة هي روحه ، إن شبهنا الخدمة بالذبيحة فالتوبة هي رائحة السرور والرضا . التوبة هي درجة سابقة للخدمة ، وهي أيضا لازمة من أجل إستمراره وحيويته . الخادم مثله مثل النبات الذي يصدق عليه القول : أنه عميق الجذور .. قليل الظهور على السطح .

2 – إنتظار : خلوة في الصحراء العربية … وأنتظار في طرسوس … تجربة قاسية ، أن ينتظر وهو إذ يشتعل يحتاج إلى صبر وإيمان ، الكتاب المقدس مشحون بمثل هذه الإنتظارات ، إن العصر الذي سبق تجسد إبن الله كان كله مشحوناً بالإنتظارات ، هل أنت يا شاول أحسن من معلمك ؟ يسوع المسيح إذ كان منتظراً ثلاثين سنة في الناصرة قبل أن يخرج إلى الخدمة ، إن العصر الذي سبق التجسد كان كله عصر في مخادع الصلاة . سمعان الشيخ قال : ” الآن تطلق عبدك يا سيد حسب قولك بسلام ” ( لو ۲۹:۲ ) . الملوك دائما يتركون الآخرين ينتظرونهم ، ومسيحنا ملك الملوك إنتظر كثيراً ، العاجزون عن الإنتظار هم قوم صغار النفوس ، “ليتشدد وليتشجع قلبك وانتظر الرب ” ( مز 14:27 ) الوقت عند ربنا في الإنتظار يهمه الدلالة الأبدية الموجودة في الزمن ، وفي الإنتظار إختبار حقیقی لطاعة الإيمان . الطاعة بالمعنى اليوناني إصغاء من الداخل ، ومن هنا تصير إنعتاقاً وحرية . لأنه إصغاء من الداخل ، وإذا كانت الحرية مراتب ودرجات . فيكون الشكل الأخير للحرية هي الطاعة . الطاعة إنعتاق وحرية حينما تكون الدوافع داخلية نابعة مني ، فهناك حرية وإنعتاق . فالتذمر يضيع ثمار الروح ، وتعب الروح التشبث بالإرادة .
+ إحذروا الحماس الموجه ذاتياً ، كثيرا ما يكون هناك توجيه ذاتي ، وبذلك نكون قد ألغينا عمل الروح القدس .
+ التشبث بالإرادة الذاتية ، والرغبة في فرضها على الآخرين هو أعظم خطر يواجه المدعوين لخدمة الملكوت . ضئيل هو النور الذي فينا وكثيراً ما تحركنا الأهواء . الأمر الأكثر خطورة لمن أعطوا مواهب روحية . إن إنسكاب الهبات الروحية غالبا ما تقترن بخطر باطنی عظيم . فويل للخادم أن يصير عيناً في الجسد فيحتقر اليد والرجل . دائما ذوى المواهب المتأججة يتعرضون لخطر عظيم . لم تمتلك كنيسة بقدر ما امتلكت كنيسة كورنثوس من المواهب والهبات . لكن من جهة أخرى لم تكن هناك كنيسة أخرى متكبرة ومنتفخة مثلها . ( إحذر أن تكون الموهبة التي أعطيت لك سببا في سقوطك ) .

۳- دعوة :

مقدمات رسائل بولس الرسول كلها مبدأها : ” بولس رسول لا من الناس ولا بإنسان ، بل بيسوع المسيح ” ( غل ۱ : ۱ ) . “بولس ، رسول يسوع المسيح ، بحسب أمر الله مخلصنا” ( اتی ۱:۱ )
كان بولس الرسول يفتخر بأن دعوته من الله : ” وأعرفكم أيها الإخوة الإنجيل الذي بشرت به ، أنه ليس بحسب إنسان . لأني لم أقبله من عند إنسان ولا عُلمته. بل بإعلان يسوع المسيح ” ( غل 1: 11 ) .

السؤال لك كخادم من دعاك ؟ ومن أرسلك ؟

الذي يأخذ إرساليته من المسيح عنده وضوح الهدف . إياك أن تعيش المشاكل الجانبية على حساب الهدف الأساسي في خدمتك . المناداه بالتوبة كما كان يفعل المسيح في الكرازة : “قد كمل الزمان واقترب ملكوت ” ( مر 1: 15) . ایاکم والأهداف المزورة التي فيها ضياع الهدف .

ما هي سمات الأهداف المزورة ؟

1- عندما نتكلم عن محبة الله وليس فينا حرارة الصلاة
۲- ندعي الإتضاع ونستجدي كلمات المديح .
٣- نکرز بالصليب ونهرب من الألم .
4- نعلم الآخرين ولا نقبل تعليماً من أحد .
5- نبدي غيرة على خلاص الآخرين وقلبنا من الداخل كالثلج .

هنا نعرف أن الهدف ضاع ، وهذه علامات مميزة للأهداف المزورة ، وليس أسوأ على الخدمة والخادم من ضياع الهدف .

خدمة موسومة بالتعب:
ثلاثون عاما قضاها معلمنا بولس الرسول في الترحال ، يضرب بعصاته فوق الطرق الوعرة وتحت رحمة اللصوص والسيول .. ويمخر عباب البحار بسفن الشراع ، التي طالما تكسرت به ، ليقضي لياليه في العمق .. في تعب وجهاد ، لا يلتقط منها أنفاسه إلا في السجون . 
تحت المقطرة والقيود .. لقد تسلم بولس الرسول رسالته من فم المسيح مختومة بالألم ، ليس في تعدد أنواعه وحسب ، بل وعلى مستوى الكم أيضا … “لأني سأريه كم ينبغي أن يتألم من أجل اسمي ” ( أع 9 : 16 ) .

كان كلما أراد أن يذكر هذه الآلام في أحاديثه ، يكشف عن منكبيه حتى تظهر الآثار الحمراء من جراء الجلد والضرب ، ليراها السامعون ولسان حاله يردد في هدوء : “لأني حامل في جسدي سمات الرب يسوع ” ( غل 6 : 17 ) .

وكما كان العبيد يحملون في أعناقهم أسماء سادتهم ، كذلك كان معلمنا بولس يحمل بإعتزاز وبإقتدار ، أثار سیده السماوی …

إن قمة حياة بولس في المسيح هي قمة آلامه من أجله ، مادام يستطيع أن يكتب إلى كنيسة كورنثوس : إلى هذه الساعة نجوع وعطش ونعرى ونلكم وليس لنا إقامة . ونتعب عاملين بأيدينا . نشتم فنبارك . نضطهد فنحتمل . يفتري علينا فنعظ . صرنا كأقذار العالم ووسخ كل شيء إلى الآن ( اكو 4: 11-13) .

رحلة آلام خدمة معلمنا بولس

1- سجل حافل بالألم في خدمة موسومة بالتعب : من اليهود خمس مرات قبلت أربعين جلدة إلا واحدة . ثلاث مرات ضربت بالعصى . مرة رجمت . ثلاث مرات إنكسرت بی السفينة . ليلا ونهارا قضيت في العمق . بأسفار مرارة كثيرة . بأخطار سيول . بأخطار لصوص . بأخطار من جنسی . بأخطار من الأمم .بأخطار في المدينة . بأخطار في البرية . بأخطار في البحر . بأخطار من إخوة كذبة ، في تعب وكد . في أسهار مراراً كثيرة . في جوع وعطش . في أصوام مرارا كثيرة . في برد وعری . ( ۲ کو 11: 22-27)

2- جراحات بولس تحصد الغنائم:

في لسترا كان على الرسولين بولس وبرنابا ، اجتياز الدروب الوعرة ، حتى يصلا إلى أبواب لسترة . وأصغى شعب لسترا إلى كلام اليهود الوشاة بكل طيبة خاطر ، ويذكر القديس لوقا في سفر الأعمال : ” وأقنعوا الجموع فرجموا بولس وجروه خارج المدينة ظانين أنه قد مات ” ( أع 14 :19).
ربما بينما هو ملقى خارج المدينة بين حيّ وميت ، وبينما انطبقت عيناه متورمتين .. رأي بروحه مشهداً آخر ، كان قد اشترك فيه شخصياً . رأى وجهاً كوجه ملاك ينحني فوقه .. عرفه ، من المؤكد أنه عرفه تماما ، أنه وجه استفانوس الذي يضئ بلون الدم ..
عندما أفاق بولس وفتح عينيه ، إلتقتا بهذا الفتى تيموثاوس … إن رجم بولس أعطى للمسيحية هذا الشخص العظيم . كان للقديس بولس المساعد العظيم وقد صار أسقفاً وهو صغير في السن .
تيموثاوس ، غنيمة ثمينة ، رأى فيه بولس الإبن الحبيب ، الصريح في الإيمان .. كان بولس يحبه محبة الإبن المختار ، حتى صار فيما بعد ، تعزية له في شيخوخته .. كتب بولس لتلميذه تيموثاوس ، مذكرا إياه بهذا المشهد وقال : “وأما انت فقد تبعت تعليمي ، وسيرتي ، وقصدي ، وإيماني ، وأناتي ، ومحبتي ، وصبري ، واضطهاداتي ، وآلامي ، مثل ما اصابني في انطاكية وايقونية ولسترة ” ( 2 تی 3: 10-12) .

٣- ومرة أخرى جراحات تحصد الغنائم :

كان أعداء بولس من اليهود يطاردونه ، عندما كان يسئ إلى ديانتهم وعوائدهم .. أما أعداء بولس من الوثنيين فكانوا يضطهدونه ، عندما يمس مصالحهم المادية ، وهذا ما حدث الآن في فيلبي !! . لهذا السبب كانت ثورة أرادوا منها أن يتخلصوا من هذا الكارز الذي أضاع عليهم أرباحهم .. ثورة نقرأ تفاصيلها في الإصحاح التاسع عشر من سفر الأعمال ، حيث استمع بولس إلى نصيحة المخلصين له ، أن لا يذهب ليواجه هذا الشعب الثائر ، بل منعوه من الذهاب ، وهكذا نجا بولس من الموت . وكانت الغنيمة هذه المرة ، مدير السجن وكل بلدته . لقد أخذهما سجان فيلبي في تلك الليلة وغسلهما من الجراحات ، ونال سر العماد هو وكل بيته ، والذين معه أجمعون في الحال . !! ولما أصعدهما إلى بيته قدم لهما مائدة وتهلل مع جميع بيته ، إذ كان قد آمن بالله ( أع 16: 33-34).

زر الذهاب إلى الأعلى