الذين هم للمسيح قد صلبوا الجسد مع الأهواء والشهوات

 

 “الذين هم للمسيح قد صلبوا الجسد مع الأهواء والشهوات” (غل 5 : 24)

عندما ننتسب للمسيح أي نقول نحن مسيحيون ، هذا يتضمن في الحال أننا قبلنا الصليب كنصيب لنا.

إن جوهر الإيمان بالمسيح هو قبول الصليب كمعيار حياة .

إن الإنسان المسيحي هو إنسان يحيا مصلوباً بإرادته . وإرادة الصليب هي نموذج حياة ليست من هذه الحياة التي نحياها في العالم ، فالحياة حسب الصليب تستمد كيانها من الصليب أو بالحري تستمد حياتها من موت المسيح على الصليب .

هذه الحقيقة ليست كلامية ولا مجرد إيمان بالفم ، ولكنها تُلزم كل إنسان في المسيح يسوع أن يعيش مصلوباً عن العالم عيشة منفصلة حقاً عن كل شهوات الجسد . بمعنى أن على المؤمن أن يصلب جسده بإرادته ، ليس على خشبة ومسمار بل عن كل خطية وشبه خطية وعن كل الشهوات التي يتمتع بها أولاد العالم . كذلك أن ينفصل عن الخطاة والمستهزئين وكل أولاد العالم الذين يعيشون في انحلال وإباحية ، وبمعني سري آخر يصوم الجسد عن كل ملذات العالم وشهوة العيون ومسرات الجسد وتعظم المعيشة .

فالذين يعيشون صالبين الجسد والشهوات هم بمثابة روح جديدة تنعش العالم وتشهد لله والمسيح ، وبغيرهؤلاء ينقضي هذا العالم وينتهي مصيره .

فاصل

من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين

زر الذهاب إلى الأعلى