الروح هو الذي يُحيي

 

اَلرُّوحُ هُوَ الَّذِي يُحْيِي. أَمَّا الْجَسَدُ فَلاَ يُفِيدُ شَيْئًا.” (يو 6 : 63)

ما هي قيمة الجسد ، وما هو موقعه من الإنسان الجديد ؟

الجسد بكل حواسه وآلياته وحركاته هو مجرد الغلاف الخارجي أو الوعاء المؤقت الذي يعمل فيه وبه الإنسان الجديد بالروح .

فبعد أن يتمم الإنسان الجديد الروحي أعماله بحسب تعاليم المسيح ومشيئة الآب ويتهيأ لملكوت الله ، يطرح الجسد على الأرض ، وينطلق الإنسان بلا عائق ليستوطن السماء والمسيح . لأنه كما يقول بولس الرسول : « لا يرث الفساد عدم الفساد ، ( 1كو15 : 50 ) .

أما لماذا قال المسيح إن الجسد لا يفيد شيئا ؟ فهذا لأنه لا يقدم شيئاً على الإطلاق للإنسان الجديد ، بل على النقيض هو يعوق حركة نموه بالروح ويشده دائماً إلى الأرض برغباته وشهواته . لذلك أصبح ثقلاً رذيلاً على الإنسان الجديد الذي يريد ويجاهد ليعيش حسب الروح محاولاً أن يثنيه عن الحياة بالروح.

إذاً ، وما فائدة الجسد بعد ؟

وضع الجسد بالنسبة للإنسان الجديد هو موضع الشريك المخالف ، فجريه المستمر نحو الرغبات والشهوات يكشف ضمناً عن مدى نمو الإنسان الروحي ومدى صلابة إرادته إزاء رغبات الجسد الذي لا يريد أبداً ما يريده الروح في الإنسان الجديد : ” لأن الجسد يشتهي ضد الروح ، والروح ضد الجسد ، وهذان يقاوم أحدهما الآخر حتى تفعلون ما لا تريدون.” ( غل 5 : 17 ) .

أخيراً نقول إن الجسد هو المحك الذي يستثير إرادة الإنسان الروحي لكي تكون دائماً في حالة استنفار وكأنها أمام عدو يريد أن يخطف إكليله . 

فاصل

من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى