المحبة تتأنى وترفق

 

 “المحبة تتأنى وترفق” (1كو 4:13)

المحبة في المسيحية كنز الكنوز ومُجمل الوصايا ، إذ تحمل في طياتها وكل ما هو حسن وكل ما هو مُفرح . والمحبة في ذاتها تحمل كل رجاء مُلك الله السعيد . وهي أيضا سلاح بتَّار للعداوة والخصام والقطيعة . وفي حقيقتها الخفية هي سلم يُوصل الأرض بالسماء . والذي ينصت إليها يسمع أصوات الملائكة وتسبيح القديسين . وفي الحقيقة فإن المحبة تُحول الإنسان إلى مثل ملاك ، فيتعامل البشر كما يتعامل الملائكة بعضهم مع بعض.

الإنجيل يقول عنها إنها “تتأنى وترفق” مع كل محتاج ومتألم . وهي “لا تحسد” ، طبعاً، لأنها تفرح بما يملكه الآخرون . والمحبة “لا تتفاخر ” لأنها تعتقد أن الذي في يدها هو ملك الله ، وأن الإنسان لا يملك شيئاً. والمحبة لا “تنتفخ ” ، لأنها تشعر أنها الأصغر والأقل واللاشيء .وهي “لا تقبح” لأنها هي الكمال بالنسبة للإنسان.

والمحبة ” لا تطلب ما لنفسها” ، لأنها مِعطاءة ، والذي في يدها هو ملك للغير . والمحبة ” لا تحتد” ، لأنها تعودت على الصوت الواطي ، والنفس الطويل وقبول الآخر . وهي لا تظن السوء ، لأنها تفكر في الصلاح وتنشغل بما يسعد الآخرين . والمحبة ” لا تفرح بالإثم ” ، بل تقشعر منه . وهي تلفت الأنظار إلى الحق وتفرح به . وهي تعودت أن تحتمل كل شيء عن رضا وسرور. وإذا تكلم أحد تصيخ السمع . وهي دائما ترجو كل ما هو صالح ومُسر . المحبة مكانها الأصلي في السماء فهي مؤمنَّة من السقوط.

أخيراً ، المحبة إذا سكنت قلباً فإنها قادرة أن تغير العالم وكل ما حولها ليبدو جميلاً ومبهجاً ومفرحاً لكل نفس .

فاصل

من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى