البابا يوحنا الرابع

البطريرك رقم 48


جلس علي الكرسي المرقسي في شهر أمشير سنة 478 ش و 776 م في عهد خلافة محمد المهدي.

كان البابا يوحنا حسن الخلق ونال حظوة عند الملوك والولاة مداوماً لعمل الخير، فأهتم ببناء بيعة ومسكن بطريركي فشيدهما باتم زينة وزين كل بيع الاسكندرية بمساعدة الولاة والشعب.

وفي أيامه كان علم السلام يخفق علي الكنيسة بأسرها حتى عمل تذكارا له بهذه المدينة وانتشرت سيرته الصالحة في كل مكان.

و واصل البابا يوحنا جهاده في بناء البيع حتى أن الشعب المسيحي لما شاهد شغفه بتشييد الكنائس كان كثيرون منهم يسلمون أموالهم له ليبني بها البيع.

بعد ذلك نزل غلاء عظيم علي مدينة الاسكندرية فحل البلاء بكثيرين من الناس حتى حزن قلب البابا عليهم، وصلى طالباً رفع هذا الويل عنهم وكلف تلميذه مرقس أن يمد يده لأغاثة كل محتاج وكانت مخازن البيعة وحسابها تحت يده واستمر يحض الأغنياء علي مساعدة الفقراء حتى شفق الرب ورفع الغلاء.

وتوجه البطريرك الي الفسطاط ليجمع خراج الكنائس فحرك الشيطان والياً مبغضاً للمسيح علي ان يهدم كنائس مصر ولكن الرب أماته قبل ان يبدأ عمله المذموم. وعُين مكتنه انسان محب للمسييحين فساعدهم علي ترميم ما تهدم من الكنائس.

وكان البطريرك قد قضى اشغالة بمصر وأراد العودة للاسكندرية وكان عيد الميلاد قد قرب، فطلب منه شعب مصر ان يبقى عندهم ليرفع لهم الاسرار المقدسة ويناولهم. فلما دخل البيعة رآها بغير سقف فتنهد وطلب من الرب ان يقويه ليكمل بناء كافة البيع غير ان الرب ابقى هذا العمل الجليل لخليفته. فلما أكمل الخدمة شعر بضعف اصابه ولحقه وجع برأسه فطلب من الاساقفة ان يمضوا به الي الاسكندرية ليموت هناك . فحملوه في مركب وكان معه ميخائيل اسقف مصر وجرجس اسقف منفيس فلما وصل الي الاسكندرية ثقل عليه المرض ولحق بأبائه بعد ان اوصى بمرقس ليكون خلفه.

وتنيح في اليوم السادس عشر من شهر طوبة سنة 502 ش و 799 م وقيل ان يوم ميلاده هو يوم موته ويوم تعيينه بطريركاً. وأقام علي الكرسي اربع وعشرين سنة.

______________________


المراجع:

  1. تاريخ الكنيسة القبطية للقس منسى يوحنا

فاصل

البابا مينا الأول  القرن الثامن عصر التراجع البابا مرقس الثاني 
تاريخ البطاركة
تاريخ الكنيسة القبطية

 

زر الذهاب إلى الأعلى