المحبة قوية كالموت
“المحبة قوية كالموت” (نش 6:8)
انفعال قلب الإنسان بالمحبة الإلهية أولى علاماته تكون بالاتجاه المباشر نحو الله للحديث معه ، وهذه هي الصلاة . فالصلاة أول برهان لانسكاب محبة الله في قلب إنسان.
الصلاة هي فاعلية محبة ، تبدأ مكتومة صعب التعبير عنها بكلمات محبة ، وإنما يُعبَّر الإنسان عنها في البداية بكلمات ندم وتوبة.
وحينما تنضج الصلاة تكون علامة على نضج المحبة فلا يجد الإنسان حرجاً من التعبير عن محبته بكلمات المحبة ؟
الله محبة – كلي المحبة – وأصل وينبوع كل محبة.
فإذا لم ينفعل قلب الإنسان بالمحبة الإلهية فإنه يظل بعيداً عن الله ومحروماً من طبيعته المنيرة السخية.
وإن كان قلب الإنسان يشتغل عند بدء تعرفه على الصلاة بالاعتراف بالخطية ؛ فذلك لأن المحبة الإلهية طاهرة جداً ولا تطيق الخطية . لذلك فلا عجب إن كان أول انفعال بالمحبة هو صلاة توبة للتطهير إعداداً لقبول المحبة الإلهية.
الرب يسوع يدعونا للتوبة ، وفي الصلاة يكون الرب بنفسه حاضراً وقريباً جداً منا. لذلك فالإحساس بالتوبة يزداد أثناء الصلاة بصورة غامرة حتى أن الإنسان يكون مستعداً للتكفير عن خطاياه بالتضحية بكل شيء عنده حتى الحياة نفسها. والسر في ذلك هوقوة المحبة التي يسكبها المسيح في قلبنا أثناء الصلاة بصور خفية تزيد من حرارة العبادة بدرجة مذهلة : « المحبة قوية كالموت » ( نش 8 : 6).
الصلاة هي فرصة الله لسكب روح المحبة .
وأول عمل للمحبة هو : فضح الخطية ، إدانتها ، وأخيراً غفرانها .
من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين