المسيح الفادي الحبيب

الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي (غلا 20:2)

هذه قصة حقيقية حدثت في زمن السفينة تايتانيك.

شقيقان متشابهان ولكن

+ أندرو ووليام شقيقان متشابهان في أمور كثيرة، ولكن يوجد فارق هام جداً يميز أحدهما عن الآخر، فقد كان أندرو محباً للسيد المسيح يحفظ وصاياه، ومحباً للجميع ، بينما كان ويليام على النقيض منه يعيش حياته في العالم بكل ملذاته ومغرياته: من شرب ولهو و عربده ويظن أن هذه هي السعادة، وعندما كان أخيه أندرو يذكره بالمسيح الذي فداه كان يجيبه ساخراً: عندما أبلغ التسعين سأفكر في الدين، أما الآن فلن أضيع أحلى سنين عمري في الدين. واشترك في رحلة الباخرة ، وكان أندرو يسبح الخالق لأجل جمال الطبيعة ويصلي من أجل أخيه أما وليام فكان يلهو كعادته ويشرب.

بداية النهاية 

فجأة اهتزت السفينة وقيل أنها اصطدمت بجبل ثلجي في قاع المحيط ، وقال الربان في الميكرفون أن السفينة تغرق ، ولا توجد قوارب نجاة للجميع بل للسيدات والأطفال فقط ، فذعر الجميع وبدءوا يصرخون ويجرون هنا وهناك، أما وليام فكان يصرخ بهستيرية ( لا أريد أن أموت ) أما أندرو فكان يصلي أن يحفظ الله حياته ، وحياة أخيه ، وقال الربان : أن هناك مكان واحدا وستلقي قرعة لاختيار أحدهما ، وقعت القرعة على أندرو فصرخ وليام ( سأموت وأذهب للجحيم ) فتراجع أندرو فجأة، ودفع بأخيه للقارب، وغاصت الباخرة بمن فيها ومات أندرو معهم، ووليام ينظر إليه.

حياة جديدة

وصلت القوارب للشاطئ ، وكان الكل فرحاً للنجاة ماعدا وليام ، الذي كان حزين يبكي أخيه الذي مات من أجله … فسألته إمرأة عجوز : لماذا تبكي فأجاب : لقد مات أخي بدلاً عني . فأجابت السيدة: بل مات اثنان من أجلك – السيد المسيح مات بسبب خطاياك ، وأخيك مات ليعطيك فرصة للتوبة لتعيش مع السيد المسيح الحياة التي دفع أخيك حياته ثمناً لها . هذأ وليام وقال : نعم لقد مات اثنان من أجلی سأعيش مع المسيح حتى لا تصبح حياة أخي رخيصة : ” وهو مات لأجل الجميع كي يعيش الأحياء فيما بعد لا لأنفسهم ، بل للذي مات لأجلهم وقام ” ( 2 كو5: 15 ) ، هذا هو معنى الفداء : أن يموت بار لأجل خاطئ ليعطيه ، حياته ، وهذا ما عمله السيد المسيح لنا على الصليب.

ولكننا نتساءل لماذا الفداء ؟

بالطبع بسبب سقوط آدم ، ولكن ألم يكفي أن يغفر له الرب وينتهي كل شئ ؟ بالطبع لا يكفى ، لأن سقوط آدم جلب علينا أمرين:
1- حكم الموت : “يوم تأكل منها موتاً تموت” ( تك 17:2 ).
2- فساد الطبيعة البشرية.
هذه نتائج خطية آدم وكان لابد من الفداء لتخليص البشرية منها.
أولاً : رفع حكم الموت عن البشرية:
فبإنسان ( آدم ) ساد الموت على كل البشر – لذلك كان لابد للسيد المسيح أن يصير إنساناً ( يتأنس ) ليموت عنا بجسده، ويرفع حكم الموت، ويعطينا حياته : ” لأنه كما في آدم يموت الجميع هكذا في المسيح يحيا الجميع” ( 1كو 22:15) .
ثانيا تجديد الطبيعة البشرية : فسدت طبيعة آدم بالخطية، لذلك الله من محبته له أخرجه من الفردوس حتى لا يأكل من شجرة الحياة بعد أن أصاب طبيعته الفساد ويحيا إلى الأبد في هذا الفساد فأخرجه من الفردوس ومعه وعد بالفداء : “وأضع عداوة بينك وبين المرأة ( السيد المسيح ) وبين نسلك ونسلها . هو يسحق رأسك ( إبليس ) وأنت تسحقين عقبة” (تك15:3). فتتجدد الطبيعة البشرية باستحقاق دم المسيح ، وبعمل الروح القدس.

فيصبح الإنسان إنساناً جديداً: “المخلوق بحسب الله في البر وقداسة الحق ( أف 4 :24 )، لذلك لم يكن كافياً أن يسامح الله آدم ، فالأمر يحتاج لإعادة خلق، وبأن يجدد الرب طبيعة الإنسان الفاسدة ، ويقدسها بالروح القدس ويعيد إليها الصورة الإلهية، التي خُلق عليها.

ضرورة الفداء وحتميته

لذلك كان لابد أن يتجسد ابن الله ليأخذ طبيعتنا البشرية ويجددها ، بعد أن أفسدتها الخطية . فكان التجسد والفداء ليرفع عنا حكم الموت.

مواصفات الفادي

1- أن يكون إنساناً: لأنه يمثل الإنسان.
2- أن يكون قابلاً للموت : “لأن أجرة الخطية هي موت” ( رو 6 : 23 ) .
3- أن يكون بلا خطية : فاقد الشئ لا يعطيه .
4- أن يكون غير محدود : لأن خطية آدم غير محدودة .
5- أن يكون خالق : ليجدد طبيعة آدم التي فسدت بالخطية.
وهذه الصفات جميعها لا تنطبق إلا على ابن الله ، الرب يسوع المسيح ، لذلك تجسد وفدانا بالموت عنا ليعطينا الحياة الأبدية.
فكان آدم الأول أب البشرية التي سقطت بسقوطه ، ولكن أدم الثاني ( السيد المسيح ) : هو بكراً وبداية خليقة الله – هو رأس الكنيسة وفاديها الذي اشتراها بدمه : “لكي يحضرها لنفسه كنيسة مجيدة ، لا دنس فيها ولا غضن أو شيء من مثل ذلك ، بل تكون مقدسة وبلا عيب” ( أف 5 : 27 ).

مات المسيح عنك ليعطيك حياته ، فهل أنت الآن تحيا كما يحق لإنجيل المسيح وبحسب وصاياه – هل يرى الناس المسيح فيك ؟ “مع المسيح صلبت ، فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا في. فما أحياه الآن في الجسد فإنما أحياه في الإيمان ، إيمان ابن الله ، الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي”(غل 20:2)


 

مهرجان الكرازة 2011 – مسابقة الحرفيين

زر الذهاب إلى الأعلى