المولود من الجسد جسد هو

 

“المولود من الجسد جسد هو والمولود من الروح هو روح” (يو 3 : 6)

المسيح في هذه الآية يقطع خط الرجعة على نيقوديموس حتى لا يفكر إطلاق في الخلط بين خلقة الجسد الآدمية القديمة وخلقة الروح الجديدة .

فلا يوجد تطور من الجسد للروح ، ولا امتداد ، ولا تطعيم ، ولا تخطي الحدود بالمعرفة أو بالتقوى ، أو بأي عمل يستطيع الإنسان أن يأتيه بقوته أو إرادته أو حتى بمواهبه!

فالمولود من الجسد يبقى جسدياً -حسب أصله- والمولود من الروح لم يعد إنساناً جسدياً بعد ، بل روحاً أو روحياً – حسب أصله أيضا .

المولود من الجسد غريب ونزيل على الأرض ، وزائل ، سواء أدرك ذلك في نفسه أو تلاهى وتعامى عن حقيقة غربته وزواله . أما المولود من الروح فقد دخل المعجزة الإلهية ليدرك وجوده الحقيقي ، ويتيقن أنه صار غير مهدد بالزوال ، ويحس أنه استوطن السماء بالفعل ، ويمارس كل يوم وجوده برجاء حي يتجدد باستمرار .

فكل من تأمل في وجوده وحياته وأعماله يدرك حقيقة نفسه إن كان يعيش على لا شيء أو يعيش على رجاء الوجود مع الله .

وكما أن الولادة من الجسد تعطي الإنسان صفات جسدية ؛ هكذا الميلاد من الروح يعطي النفس صفات روحية أهمها الالتصاق بالله ومحبته من كل الكيان . وبالتالي ، كما أن الولادة من الجسد تُهيئ الإنسان للحياة بالجسد في هذا العالم ؛ هكذا الميلاد من الروح يُهيئ و الإنسان للحياة ، فوق ، في ملكوت الله

فاصل

من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين

زر الذهاب إلى الأعلى