انظروا ايها الاخوة
“اُنظروا أيها الإخوة أن لا يكون في أحدكم قلب شرير بعدم إيمان في الارتداد عن الله الحي” (عب ۱۲:۳)
الرسول هنا يربط بين الشر وعدم الإيمان والارتداد عن الله . ذلك لأن القلب إذا استوطن فيه الشر والضلال يستحيل عليه أن يستقر فيه الإيمان بالله والمسيح . وتفسير ذلك هو أن المسيح بموته أمات في جسده الخطية ، فلا نعود نُستعبد لها بعد . لذلك فإن الذي يستعبد جسده للشر والخطية لا يكون قد استفاد من الصليب أي الفداء ، بمعنى أنه يكون فاقد لقوة الإيمان المسيحي.
وهنا يتضح الارتباط بين القلب الشرير وعدم الإيمان ، مع إنه ربما لا يكون هذا واضحاً في الظاهر : فيسلك الأخ بقلب شرير وسط الإخوة دون أن يلاحظه أحد ، وهو في حقيقته لا يسير مع الله بل يُحسب مرتداً عن الله الحي ، وهنا تكمن بذرة فساد الجماعة . لذلك فالرسول يشدد على أن نفحص أنفسنا والآخرين حتى لا يكون أي أحد في وسطنا قد ارتد دون أن يعلم ودون أن تعلموا أنتم أيضاً.
وهنا الأمر في منتهى الخطورة ، ذلك لأن التتميم هو على الجماعة كلها ككل ، ذلك لأن أي واحد يشذ في الجماعة ؛ فإنه يتسبب في ضرر الجماعة كلها شيئاً فشيئاً. لذلك فإن التحذير هنا لإيقاظ القلوب المسبية بالشر ، والتائهة عن خلاصها والمسيح حتى تستيقظ إلى حقيقة حالها .
الرسول بولس يحذر هؤلاء العبرانيين المسيحيين أن لا يُكرروا خطية آبائهم الخارجين من مصر ، لأن الارتداد عن الإيمان سيحرمهم لا من راحة أرض كنعان ؛ بل من راحة الله العليا.
من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين