خاضعين بعضكم لبعض في خوف الله

 

“خاضعين بعضكم لبعض في خوف الله” (أف 5 : 21)

الرسول يضع منهجاً مسيحياً للبيت المسيحي ، ولكل جماعة تعمل معاً، جاعلاً مبدأ خضوع الكل للكل هو ضامن الوحدة ومُقيم السلام .

والخضوع في المسيحية ليس عملاً شخصياً يستنزفه الإنسان المسيحي من بناء شخصيته أو نفسيته ، لأن مثل هذا يكون خضوع العبيد ، وهو ضار ومهين للشخصية ، ومرفوض نفسياً واجتماعياً . ولكن ، نحن المسيحيين ، نستعير خضوع الابن المحبوب للآب خضوعاً أفضى إلى الموت ، فكان أبدع وأروع خضوع نالت من ورائه البشرية حريتها وسيادتها وبراءتها ثم مجدها . فنعم الخضوع ، وما أقدسه : « وحينئذ الابن نفسه سيخضع للذي أخضع له الكل كي يكون الله الكل في الكل » ( 1 كو15 : 28 ).

في الحقيقة إن خضوع ابن الله لأبيه والذي استعان بالتجسد والصليب بكل آلامه هو عملية تختص بنا بالأساس ، ولا يمكن أن يكون لنا كيان موحد بدونه!

أنا آمنت بالمسيح وهو في حالة خضوع للآب ، إذاً فإيماني قائم على أساس خضوع الابن للآب . فإذا نحن استثنينا عملية الخضوع تلك من الإيمان المسيحي نكون قد خرجنا عن جوهر الإيمان ، وسلبنا منه المحبة! لماذا ؟ لأن الخضوع الذي مارسه الابن تحت إرادة الآب كان دافعه الوحيد هو حب الابن للآب وحب الآب للابن . وهكذا العنصران معا : المحبة والخضوع .

وأنا عندما أخضع فهذا ليس خضوعي أنا الذي أمارسه ؛ ولكنه خضوع المسيح للآب لأنه صار إيماني وصار خضوعي الذي أحيا به .

فاصل

من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين

زر الذهاب إلى الأعلى