شخصي وسري جداً
ما الفرق بين الشخص والشئ
الشخص : كائن حي , له وجود وكيان ، يفكر ويشعر ويتكلم ويعبر ويحب ويعمل … شخصية كاملة تقدر أن تنشئ علاقات مع أشخاص آخرين.
الشئ : هو كل ما حولنا من جماد، ويمكننا استخدامه في حياتنا عندما نحتاج إليه. الشخص يُعرف بالعلاقة ولكن الشئ يُعرف بالإستخدام .. معاملة الآخر كشخص يمكنك التجاوب معه، ليكون هناك تلاقي حقيقي ، وعلاقة متبادلة – أما معاملة الآخر کشی ، تعني استخدامه عند الحاجة ثم نطرحه جانباً. ولكن الأمر الأهم هو أنك تستطيع أن تقيم علاقة شخصية مع شخص, ولكنك لا تستطيع أن تفعل هذا مع الشئ .
وأنت هل تنظر إلى الله على أنه شخص أم شئ؟! (إذا جاز التعبير).
البعض عندما يستعمل كلمة الله قد يعنون بها فكرة أو مفهوم عنه مثل “أصل الخليقة” أو قوة الحياة ” أو ” القيمة العليا “, كأن الله ليس شخصاً ويجعلونه شيئاً.
أنه شخص نستطيع معه أن ننشئ علاقة شخصية, وبما أننا لا نقدر أن نتصل مع أحجار لكن فقط أشخاص , فنحن يمكننا أن نقيم علاقة شخصية مع الله. الله يريد أن يكون صديقاً حميماً لك … والدليل تجده في هذه الآيه “لا أَعُودُ أُسَمِّيكُمْ عَبِيدًا، لأَنَّ الْعَبْدَ لاَ يَعْلَمُ مَا يَعْمَلُ سَيِّدُهُ، لكِنِّي قَدْ سَمَّيْتُكُمْ أَحِبَّاءَ لأَنِّي أَعْلَمْتُكُمْ بِكُلِّ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي.”(يو 15 : 15)
نحن لا نأتي إلى معرفة الله عن طريق تكديس المعلومات عنه من الكتب, لكن بمعرفته شخصياً, بمحبته وطاعته وتبعيته والحديث معه في الصلاة.
أولا : ضرورة إدراك محبة الله لك
على قدر ما يدرك الإنسان محبة الله له، يبادله حب ، فمحبتنا لله ما هي إلا نتيجة إدراك محبته لنا … “نحن نحبه لأنه هو أحبا ” ( 1يو 4 : 19 ) ، ” أحبهم إلى المنتهى ” ( يو 1:13 ) … بلا سبب … ( لو جاز التعبير ) ليس فينا ما يدعو للحب … أحبنا فضلا … لأننا أولاده … مهما كنا – فهو أحبنا حتى موت الصليب ، لذلك فالنفس التي تدرك عمل الله من أجلها ، تدرك كم أحبها.
من أهم الأمور التي يسعى عدو الخير أن يجعلك تحيا في غفلة كاملة عنها ، هی إدراكك لمحبة ربنا لك, ممكن يقول لك أنت نقطة في بحر !! والصليب قصة حصلت في القديم وإنتهت !! ، هو أنت تصدق إن ربنا يحبك !! إيه فيك حلو ؟! هذه حرب تشكيك من عدو الخير لكي يفقدك أغلى قيمة في حياتك، وهي إدراكك لحب ربنا لك .
لذلك القديس أغريغوريوس يخاطب الرب في القداس الغريغوري قائلا : ” من أجلي ألجمت البحر ، من أجلي أظهرت طبيعة الحيوان .. وفتحت الفردوس لأتنعم .. وأعطيتني علم معرفتك “.
” من أجلي أنا ” وليس لأجل كل البشر، ربنا يسوع أحب البشر كلهم، المهم هو كيف تشعر ( أنت وأنا ) أن ما قدمه السيد المسيح هو عطية شخصية لك، كذلك معلمنا بولس يقول : ” الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي ( غل 20 : 2 ) ، ( لاحظ ياء المتكلم ) نعم .. الرب يحبك أنت. فهل أدركت هذه المحبة الشخصية؟
هل جهادك ايجابياً ؟ ولما لا … مع جهادك ضد الخطية – جاهد لتمتلئ محبة ربنا … أجعل جهادك ايجابياً وليس فقط سلبياً، الجهاد ضد الخطية جهاد سلبي مطلوب ، أما الجهاد الإيجابي فهو أن تنمو في علاقة حب وعشرة شخصية مع ربنا.
لو رأيت أن محبة ربنا لك محبة قليلة ستبادله بنفس قدر إحساسك بمحبته، وإذا شعرت أن محبة ربنا لك مترددة، ستبادله بنفس الطريقة … لو شعرت أن ربنا لا يحبك سيكون هذا هو نفس شعورك تجاه ربنا، أنت تكوّن فكرة عن محبة ربنا لك من خلال علاقتك مع ربنا ..
لذلك فإن عدو الخير هدفه أن يعمل بينك وبين ربنا فجوة وربما تصل إلى عداوة أو تذمر وقد تصل حد الاعتراض على ربنا … (ليه ربنا خلقنا وسايبنا کده … واشمعنا إحنا … إلخ ) .
بمقدار إحساسك بمحبة ربنا لك .. ستبادله نفس المقدار …
تخيل إنك تركب الأتوبيس وطُلب منك أن تقيم علاقة قوية مع الجالس بجوارك وتتحدث معه، ماذا تقول : وأنت لا تعرفه وهو لا يعرفك، ففيما يكون الحديث، وحتی لو تحدثتما سوف يكون عن أمر خارجكما ، لا يخص أحدكما بصورة مباشرة … هكذا لو وقفت أمام الرب دون أن يكون لك عشرة شخصية معه، سيكون حديثك من خارج وبصورة جافة، ليس فيه إحساس ، وبالتالي يكون الحديث مملاً وقصيراً..
إذن مع من تكون .. شكوتك وأتعابك ، لن تثق الإ في الشخص القريب الصديق المحب لك …
ثانياً: العشرة الشخصية مع الله
أحياناً كثيرة نكون عرفنا المسيح بالعقل ، أو عرفناه بالوراثة لأننا ولدنا مسيحيين، لكن ما هي عشرتك الحقيقية مع المسيح ، هذه هي التي ستوصلك إلى محبة المسيح . كيف تقيم علاقة حية مع صديق لك؟
قابله كتير … كلمه كتير … اسمعه يسمعك … هات له هدية يجب لك هدية – زوره يزورك – وده يودك – افتح له قلبك يفتح لك قلبه – هكذا العشرة مع الله
علاقة غير رسمية … هذا هو المطلوب علاقة مع ربنا حية طول اليوم … ناديه بأية … بترنيمة – بطلبة خاصة – بصلاة يسوع السهمية – بساعة من ساعات الأجبية … إلخ ) .
إن الرب يسوع لم يأت ليؤسس مؤسسة نظرية أو مبادئ سامية أو ديانة ، بل أتى ليقدم لنا ذاته شخصاً حياً، ليحيا ويسكن في قلوبنا إلى الأبد.
وقد استمرت المقابلة
عندما يتقابل رئیسی دولة ، نجد الأخبار تخبرنا أن المقابلة قد استمرت 35 دقيقة ، وأنه من دواعي الفخر أن يتقابل شخص مهم مع آخر لمدة معينة، وكلما زادت المدة كلما كان ذلك فخراً لهذا الشخص … وأنا وأنت كم من الوقت تستمر مقابلتنا مع ربنا .. الذي هو تاج الخليقة كلها ، الذي لا تسعه السماء والأرض ، إنه لمن دواعي فخرك أن تقف أمام ملك الملوك ورب الأرباب ، فكم من الوقت تمنحه إياه !!!
ما الفرق بين الإیمان بالله ومعرفة الله؟
العلاقة الشخصية مع السيد المسيح أساسية ، ولكنها لا تنمو إلا حين تقصد ذلك ، فهی لا تحدث هكذا بطريقة ما بينكم وبين الرب يسوع ، بل هي تولد وتتغذى وتنمو من خلال علاقة يومية شخصية ، وصلاة وقراءة كلمته ، نتمتع من خلالها ونتذوق حضوره كل يوم في حياتنا . ويجب أن نحقق هذه العلاقة الخاصة مع ربنا يسوع ، نقابله وجهاً لوجه ، فلا أحد يستطيع أن يفعل ذلك عنك.
أنك تقترب إلى الله بالقدر الذي تختاره ومثل أي علاقة صداقة ، عليك أن تعمل لتطوير صداقتك مع الله ، وذلك لن يحدث صدفة.
إن علاقتك الشخصية بالسيد المسيح تحتاج إلى 3 أمور هامة وهي :
1- الرغبة .
2- الوقت .
3- الطاقة أو الجهد .
1- الرغبة ( هل تريد ) : تصور معي كأن ربنا يسوع يسأل كل واحد منا سؤال شخصی : هل تريد أن تعمل معي علاقة شخصية أم لا.. مازال يكرر نفس السؤال الذي سأله قديماً، ولكن بصورة مختلفة … هل تريد أن نتعامل معاً بود؟!
وإذا جاء الجواب بالرفض … ينسحب شخص المسيح من حياتك فوراً .. لأنه هو الذي قال : ” هانذا واقف على الباب وأقرع . إن سمع أحد صوتي ، وفتح الباب ، أدخل إليه وأتعشى معه وهو معی ” ( رؤ 3 : 20 ).
– وإن كان الجواب أريد ولكن لا أستطيع ، تجده يقدم نعمته الغنية القادرة أن تقوی إرادتك ، وتفتح أبواب قلبك .
– فالله يعطى من لا يستطيع وليس من لا يريد …
عليك أن تسأل نفسك بصراحة
– مش عايز ؟؟ أم مش قادر ؟؟
وإعلم أن الرغبة تولد القدرة .
” أنت لا تستطيع أن تنتظر دائماً حتى ما تكون في مزاج مناسب للصلاة والقراءة في الكتاب المقدس ، يجب أن تستخدم قانون الصلاة لتغصب ذاتك على الصلاة .
2- الوقت … يمكن أن تقاس أهمية الأمور، عن طريق كم الوقت الذي ترغب في أن نستثمره فيها، كلما أعطيت وقتاً لشئ ، كلما ظهرت أهميته وقيمته بالنسبة لك، أن كنت تريد أن تعرف أولويات شخص، فقط أنظر للكيفية التي يقضي بها وقته.
لذلك نظمت لنا الكنيسة صلوات الأجبية ، على فترات منتظمة طول اليوم لتضمن لنا تنظيم وقت الصلاة وتلزمني به، كما أنها تتيح لنا فرصة إطالة الوجود في حضرة الله، فكم من شخص جرب صلواته الخاصة (الإرتجالية) ، فكانت تستمر سوى دقائق معدودة ، ثم لا يجد شيئا يقوله فيختمها ، ولا يكون قد وقف في حضرة الله سوی لحظات بسيطة. أما صلوات الأجبية فتعطى للإنسان فرصة أطول للوجود في حضرة الله. إن وقتك هو حياتك ، لذلك فإن أعظم هدية يمكنك أن تعطيها لشخص هي وقتك.. لا يكفي القول بأن العلاقة مع المسيح مهمة ، علينا أن نثبت ذلك عن طريق استثمار الوقت فيها فالكلمات وحدها لا تكفي …
“يا أولادي ، لا نحب بالكلام ولا باللسان ، بل بالعمل والحق” ( 1يو 3: 18 ).
3- الجهد – الطاقة : الحقيقة هي أنك تقترب من الله بالقدر الذي تختاره، فالعلاقة الحميمة مع الله هي اختيار وليست صدفة، يجب عليك أن تبحث عنها عن عمد، هل ترغب فيها حقاً أكثر من أي شئ أخر .. ما الذي تساويه عندك … هل تساوی الجهد والتعب الذي تبذله في استذكار دروسك … أو علاقاتك بأصدقائك … أو متابعتك للفيس بوك مثلا !!
عندما قال الكتاب المقدس : “فتحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قوتك” ( تث 5:6).
عندما تسبح الله حتى لو كنت لا تشعر بالرغبة في القيام بذلك ، عندما تغادر الفراش للصلاة حتى وإن كنت متعباً… أو عندما تساعد الآخرين بالرغم من إرهاقك فإنك تقدم لله ذبيحة حب.
كيف نصل إلى معرفة شخصية بالرب يسوع ؟
كيف يصل الشخص إلى معرفة الله شخصياً؟ الإجابة هي بإختبار الله عن طريق الإيمان وحياة التسليم والصلاة ، والتوبة المستمرة ، والأسرار المقدسة ، وقراءة كلمته.
قادر أن يجعل حضوره محسوساً… قادر أن يكلمك في سكون نفسك ، وقادراً أن يهز أعماقك حتى لا تعد ترتاب في حقيقة قربه منك.
ليس هناك شخص واحد مرفوض من الله ، بل الجميع مدعو لاختبار حضوره … ولكن يجب عليك أن تسأل وتسأل … تطلب وتطلب … تقرع وتقرع . يجب عليك أن تكون مثابراً وعندك استعداد أن تمضي وقتاً معه..
من المسابقة الدراسية – مرحلة ثانوي – مهرجان الكرازة 2011