فرح الدموع!

القديس يوحنا ذهبي الفم

 

طوبى للحزانى الآن لأنهم يتعزون” (مت 5 :4).
كيف يقول بولس: “افرحوا في الرب كل حين” (في ٤ :٤)؟ الفرح الذي يتكلم عنه نابع عن الدموع.
لأنه كما أن فرح البشر بأمور العالم يصاحبه أسى، هكذا الدموع الصالحة تنشيء فرحاً أبدياً لا يخبو.
لقد اختبرت الزانية التي نالت كرامة تفوق العذارى الفرح عندما اقتنصتها هذه النار. فإنها إذ ادفأتها التوبة تكرارا هزَّ  شوقها للمسيح كيانها. إذ أطلقت شعرها، وبللت قدميه المباركتين بدموعها، ومسحتهما بخصلات شعرها، وسكبت قارورة الطيب بأكملها. هذا لم يكن إلاَّ التعبير الخارجي، أما عن مشاعرها الكامنة في ذهنها، فقد كانت أكثر حرارة، هذه التي لن يراها سوى االله.
لهذا كل من يسمع عن هذه المرأة يبتهج معها، ويفرح بأعمالها الصالحة ويبررها من كل عيبٍ.
إن كان هذا هو موقفنا نحن الأشرار من جهة حكمنا عليها، فماذا يكون حكم االله محب البشر عليها؟! كم تباركت بسبب توبتها قبل أن تحصد البركات…

إنني أنشد هذه الدموع المذروفة من أجل التوبة، وليست الدموع المظهرية.
أريد هذه الدموع التي تنسكب سراً في المخدع بعيداً عن الأنظار، الدموع الهادئة الرقيقة.
 ابتغي هذه التي تنبع من عمق الذهن، التي تزرف في شجن وحزن، المقدمة الله وحده

+++

من كتاب لقاء يومي مع إلهي للقمص تادرس يعقوب ملطي

زر الذهاب إلى الأعلى