في العالم سيكون لكم ضيق

 

 “في العالم سيكون لكم ضيق ، ولكن ثقوا ، أنا قد غلبت العالم” (يو16: 33)

هذه هي كلمات المسيح الأخيرة التي ودع بها تلاميذه ، وأعلن لهم فيها أنهم بعد صعوده سيبدأون يواجهون ضيق العالم .

إن كان المسيح قد ترك العالم بعد أن أنار بتعاليمه طريق الحياة ، فهو لم يعد يقلق على مصير من سيؤمنون به ، خاصة أنه نحى الشيطان وغلبه وأسقطه : ” رأيت الشيطان ساقطاً مثل البرق من السماء” . فقال عن حق ” أنا قد غلبت العالم”.

نحن نواجه عدواً مكسوراً ، يسهل تحييده بالإيمان ، والغلبة عليه باسم المسيح . فقول المسيح : « سيكون لكم ضيق » ، هو في الحقيقة ضيق مغلوب ، ينتصر بالكذب ، يفضحه طفل صغير إن هو حمل الصليب في وجهه ودعا باسم الرب.

وقول المسيح : ” ثقوا أنا قد غلبت العالم ” فهو لكي يدخل إلى قلوبنا شجاعة المسيح وسلطانه ، ويزيد إيماننا قوة وتشديداً . فالذي أصبح معنا ، أعظم بما لا يقاس مما هو في يد العالم والشيطان . فنحن بالمسيح غالبون غالبون ، وبروح المسيح نسود فوق كل زعازع العالم الكاذبة .

إيماننا بالمسيح محصن بقوة المسيح والروح القدس ، إن نحن طلبناه والتجأنا إليه . لأنه مكتوب أنه في ضيقنا يتضايق ، وفي أنينا ينزعج . فاضطهاد المؤمنين يُسمع عند المسيح فوق ، فيئن بأنيننا وينزل لينقذنا ، فنحن لنا الآن في السماء من يرثي لضعفنا ويقود مسيرتنا . فإن كان هذا هو عمل المسيح فينا ، فنحن الآن أعظم من منتصرين . 

فاصل

من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين

زر الذهاب إلى الأعلى