كل شئ مستطاع للمؤمن

 

 “كل شيء مستطاع للمؤمن” (مر9 : 23)

نحن مسؤولون عن استجابة صلواتنا ، ولا اعتبار لصعوبة ما نطلبه حتى ولو كان نقل جبل ، ألم يقل هو كذلك ؟ لقد وضع لنا المسيح القاعدة للاستجابة ، وجعل الاستجابة حاضرة عنده مهما كان الطلب فوق المستحيل : نقل جبل!!! وهكذا أخرج من دائرة شكوكنا أن يكون الطلب معقولاً ، بل استحثنا لمنتهى الطمع في استجابته ، مهما كان الطلب كبيراً جداً أو غير معقول ، إذ جعل الشرط الوحيد الذي يحركه مباشرة للاستجابة هو الثقة في أنه يعطينا كل ما نطلبه.

تماماً مثل ولد يحب أباه ويطلب منه طلباً غالياً ، فيرد عليه أبوه : ” يا حبيبي ، اعتبرها في جيبك خلاص” .. وهكذا ينشأ في قلب ابنه المحبوب الثقة أن كل ما يطلبه من أبيه يناله . ولكن حتى هذا المثل أيضا ضعيف ، فالآب السماوي يريد أن يدربنا أننا إذا أعوزنا شيء نمد أيدينا ونأخذه من جيبه !! فالذي أعطانا أن نمسك بالحياة الأبدية ، بهذه الجرأة عينها يعطينا أن نمسك بعطاياه على أساس محبته الفائقة نحونا . والذي أعطانا حياته ؛ هو حتماً قادر أن يعطينا ما نطلبه : “في ذلك اليوم تطلبون باسمي ، ولست أقول لكم إني أنا أسأل الأب من أجلكم ، لأن الأب نفسه يحبكم ، لأنكم قد أحببتموني” ، “الذي لم يشفق على ابنه ، بل بذله لأجلنا أجمعين ، كيف لا يهبنا أيضا معه كل شيء ؟!

إذن ، فوعد المسيح بأن كل ما نطلبه في الصلاة « فأمنوا أن تنالوه فيكون لكم”، هو تصریح موطد ومؤكد ومبني على ثقة الابن في الآب والآب في الابن .

فاصل

من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين

زر الذهاب إلى الأعلى