كيف ترجعون أيضاً إلى الأركان الضعيفة الفقيرة

 

“كيف ترجعون أيضاً إلى الأركان الضعيفة الفقيرة” (غل 4 : 9)

القديس بولس يتعجب كيف بعد أن عرف الغلاطيون الله معرفة حقيقية عن دراية وخبرة ، فأدركوا النور وعايشوه ؛ كيف يرجعون إلى الأركان الضعيفة أي المريضة أو عديمة الصحة وفقيرة.

أما بالنسبة لنا نحن الآن ، فالآية تنطبق على الذين اعتمدوا ولبسوا المسيح ، وصاروا خليقة جديدة ، أبراراً وقديسين ، وانفتحت أمامهم الحياة الأبدية ليسلكوا بالحق وفي النور . كيف يعودون إلى شهوات العالم والجسد ويستعبدون ذواتهم للزنى والسرقة وباقي الخطايا ؟

يا بني الحق والنور ، لقد حرركم المسيح بأغلى ثمن فلا تستعبدوا أنفسكم للعالم والجسد . أنتم لله ، ومن الله عيشوا ، وبالله اكتفوا ، فهو وحده القادر أن يغنيكم بغناه.

أنتم عرفتم أسرار الله ومحبته الفائقة ، واشتركتم في سر القيامة والحياة ، فلا تعودوا تهينون ذواتكم لمعرفة قبائح العالم وتملأون عيونكم وأسماعكم وقلوبكم بمنجسات الجسد وشهواته . احفظوا طهارة عيونكم لتؤهل لرؤية المسيح في مجيئه ، وقدسوا آذانكم لتسمعوا بها صوت العريس يناديكم بأسمائكم ، واختموا على أعضائكم بصليب المجد لئلا توجدوا عراة مفضوحين يوم مجيئه . إن ما تمارسونه الآن سراً وكأنه بعيد عن عين الديان سيستعلن علانية ، وحينئذ تشتهون أن تنفتح الأرض وتبتلعكم أو تسقط عليكم الجبال وتغطيكم كما قال الرب .

إن ما تعملونه في الظلام الآن سيفضحه نور الله ولا مفر .

توبوا لأنه اقترب الزمان وانكشاف الظلمة بالنور .

فاصل

من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين

زر الذهاب إلى الأعلى