لأنكم بدوني
“لأنكم بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئاً” (يو15 : 5)
الأشياء التي يقصدها المسيح هي أعمال الروح لا الجسد . وأعمال الروح هي الخاصة بالحياة في مخافة الله ورضاه ، التي تليق بحاضرنا مع الله ومستقبلنا معه.
المسيح هو العامل فينا ، وبدونه لا نقدر أن نعمل أعمال الله التي تؤهلنا للحياة معه ، سواء هنا ، أو في الحياة الأخرى الأبدية.
والمسيح إذا دخل حياتنا ، فهو وحده القادر أن ينقلنا من سيرة أهل العالم إلى سيرة أولاد الله . وأساس ذلك أن نؤمن به إيمان القلب ، ونلتزم بوصاياه.
وبالالتزام بأقوال المسيح في الإنجيل يبني الإنسان نفسه على الحق الإلهي ، ويعرف الطريق المؤدي إلى الحياة الأبدية.
المسيح بهذه الآية يقدم نفسه ، لكي يدخل حياتك ويقودها في طريق الخلاص والفداء ، لكي يعمل فيها وبها أعمال الله ، لينقلنا من العالم إلى الله ، ومن الظلمة التي تحكم العالم إلى نور الحياة مع الله.
كما أن هذه الآية التي يعرض فيها المسيح نفسه لدخول حياتنا ، هي الأساس الذي يمكن أن نبتدئ به ، أي قبول المسيح في حياتنا ليعمل فينا مشيئة الله ، ويتمم فينا ولنا وصاياه المقدسة ، التي هي أساس نور المسيح ، وهي طريق الحياة الأبدية . فإذا أمسكنا بالمسيح بإيمان صادق ؛ نكون قد أمسكنا بالحياة الأبدية التي يدعو إليها المسيح . علماً بأن المسيح نفسه هو بالسر الإلهي الحياة الأبدية ذاتها ، فمن قبل المسيح قبل فيه وبه الحياة الأبدية.
من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين