كنيستي الأرثوذكسية … من هي؟

 

 كنيستنا القبطية الأرثوذكسية هى التى أسسها واحد من السبعين من رسل السيد المسيح فعندما جاء القديس ما رمرقس الرسول إلى الإسكندرية.. لكى يبشرها بالإيمان بالرب يسوع.. أسس فيها أول كنيسة قبطية.. وعلم أهلها الإيمان المسيحى.. فمن هى الكنيسة؟ هى:

1- جماعة المؤمنين بالمسيح

وكلمة كنيسة هى: “اككليسيا (باللغة اليونانية)” أى جماعة باللغة العربية هم من آمنوا بربنا يسوع المسيح.. وتعمدوا بالمعمودية المقدسة… ويمارسـون أسرار الكنيسة المقدسة (التوبة والاعتراف.. والتناول.. ومسحة المرضى..) ويعملون أعمالاً صالحة مع باقى الناس.. مثل خدمة الفقراء والمرضى. وجماعة المؤمنين غالية جدًا عند ربنا “وَكَانَ الرَّبُّ كُلَّ يَوْمٍ يَضُمُّ إِلَى الْكَنِيسَةِ الَّذِينَ يَخْلُصُونَ” (أع 47:2).. كذلك بدونهم لا يمكن أن تصلى الكنيسة القداس الإلهى.. لأن القداس لابد أن يحضره أبونا والشماس والشعب.. وأيضًا هم الذين يختارون الخدام الروحيين لرسامتهم آباء كهنة لخدمتهم.

2- المجتمعين فى بيت الله المدشن

كلمة مدشن يعنى مخصص.. أى البيت المخصص لله.. وهذا يحدث عندما يدهنه أبونا البطرك بزيت الميرون لكى يقدسه، ويدهن المذبح وأوانى المذبح والأيقونات والمعمودية… الخ. لكى تكون كلها مقدسة ومخصصة للصلاة فى الكنيسة (تمامًا كما رشمنا أبونا 36 رشم بزيت الميرون ونحن صغار بعد أن تعمدنا) وصرنا مقدسين ومخصصين لله.. أى أبناء الله وأعضاءً فى جسد المسيح الذى هو الكنيسة. وبهذا يكون المسيح أبونا.. والكنيسة أمنا.

لذلك فنحن نحب أن نذهب إلى الكنيسة (بيت الله) ونحضر القداسات والاجتماعات بكل خشوع وإحترام.

والكنيسة تُبنى على هيئة أشكال كثيرة مثل:

1- شكل صليب : لأنه بالصليب فدانا ربنا يسوع وخلصنا من خطايانا.

2- شكل دائرة : لأن الدائرة ليس لها بداية ولا نهاية.. لأنها مثل الأبدية التى سوف نعيش فيها مع ربنا يسوع والقديسين.

3- شكل سفينة : رمز لفلك نوح الذى فيه أنقذ الله نوح وأولاده من الطوفان.

 

3- بقيادة رجال الاكليروس

كلمة “إكليروس” مشتقة من كلمة “إكليرونوميا” باللغة اليونانية.. ومعناها “الميراث” أى أن هؤلاء هم الناس الذين اختاروا أن يكون نصيبهم هو الرب.. أى أنهم مكرسين لله تمامًا.. فالاكليروس هم رجال الكهنوت.. بداية من أبينا البطرك إلى الآباء الأساقفة والقمامصة والقسوس وكذلك الشمامسة.

ورجال الاكليروس هم الذين يقومون بعمل الأسرار المقدسة مثلاً: يعمدون الأطفال ويرشمونهم بالميرون.. ويأخذون اعترافاتنا على الخطايا.. ويعطون الحِل عنها.. ويصلون القداسات ويناولوننا من جسد ودم ربنا يسوع.. ويدهنون المرضى بالزيت.. ويصلون سر الزواج.. وصلاة تبريك للبيوت الجديدة.. وأيضاً يمثلون ربنا يسوع المسيح.. لأن عملهم أن يوصلوا لنا كلمة ربنا ويحافظوا على عقيدتنا.. وعلى التعليم السليم.. ويرشدونا ويساعدونا فى حل مشاكلنا. ولهذا كله علمتنا الكنيسة أن نحب الاكليروس.. ونحترمهم.. ونقدرهم.. ونقبل أيديهم التى يحملون بها جسد ربنا ودمه فى القداس.

 

4- وحضور الملايكة

الملائكة همّ مخلوقات روحانية سماوية.. ليس فيهم ذكر أو أنثى.. خلقهم الله قبل أن يخلـق الإنسان.. لكى يخدموا الله.. ويخدموا الناس والأطفال ويحرسوهم فى الحياة.. والله يرسل الملائكة على الأرض لكى يفعلوا أمورًا كثيرة منها:

1- لكى ينفذوا أوامر الله مثل الملاك جبرائيل.. عندما بشر العذراء مريـم بميلاد ربنا يسوع منها.. وبشر زكريا بأن أليصابات ستلد يوحنا.. والملاك الذى بشر الرعاة بميلاد ربنا يسوع.

2- أيضًا يكونون مع الإنسان فى ضيقته: مثل الملاك الذى كان مع دانيال النبى فى جب الأسود.. والملاك الذى أنقذ بطرس من سجنه “مَلاَكُ الرَّبِّ حَالٌّ حَوْلَ خَائِفِيهِ وَيُنَجِّيهِمْ” (مز 7:34).

3- ونجدهم حاضرين فى القداس معنا.. ويشاركوننا فى الصلاة.. سنجد لكل ذبيحة الملاك الحارس لها.. ونجدهم يرفعون صلواتنا للسماء.. لهذا نطلب منهم أن يذكرونا قدام الرب ليغفر لنا خطايانا.

4- عندما يأتى ربنا يسوع ثانية كى يأخدنا لسماه.. سيأتى مع ملائكته وطغمات الملايكة عددها كبير (ربوات وألوف) كما أن لها أنواع كثيرة: منهم (السيرافيم – الشاروبيم..) ورؤساء الملايكة عددهم 7 هم: ميخائيل – غبريال – رافائيل – سوريال – صداقيال – سراتيال – أنانيال.

 

5- وحضور القديسين

الكنيسة مليئة بأرواح القديسين الذين يحبون ربنا يسوع المسيح بقوة.. وجاهدوا فى حياتهم ضد الخطية، لهذا نرسم صوّرهم ونحتفل بأعيادهم بصلوات وتماجيد خاصة بهم.. ونأخدهم قدوة لنا.. ونسمى كنائسنا وأولادنا وبناتنا على أسمائهم.. كما صاروا لنا قوة تسند ضعفنا.. وكل واحد منا يختار قديسًا أو قديسة ليكون شفيعاً لنا.. يصلى من أجلنا قدام ربنا يسوع.. ليغفر لنا خطايانا. والإنجيل علمنا أن ننظر ونعرف سيرة القديسين.. كى نعمل مثلهم فى جهادهم ومحبتهم لربنا.. حينما قال لنا: “انْظُرُوا إِلَى نِهَايَةِ سِيرَتِهِمْ فَتَمَثَّلُوا بِإِيمَانِهِمْ” (عب 7:13). والسيدة العذراء هى أم جميع القديسين.. لأنها والدة الإله ربنا يسوع المسيح.. لهذا كنيستنا ترفعها وتكرمها فوق كل الملائكة والقديسين والآباء والأنبياء… الخ.

 

6- حول جسد الرب ودمه الأقدسين

وكنيستنا تؤمن وتعلمنا أن ما نأخده فى التناول هو جسد ودم حقيقى لربنا يسوع المسيح إلهنا.. أيضاً قال لنا الرب يسوع: “مَنْ يَأْكُلُ جَسَدِى وَيَشْرَبُ دَمِى، فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَأَنَا أُقِيمُهُ فِى الْيَوْمِ الأَخِيرِ” (يو 54:6) لهذا فيما نحن نتناول من جسد ربنا ودمه ونحن مستعدين نأخذ بركات كثيرة منها:

1- نثبت فى المسيح مثلما قال لنا الرب : “مَنْ يَأْكُلْ جَسَدِى وَيَشْرَبْ دَمِى، يَثْبُتْ فِىَّ وَأَنَا فِيهِ” (يو 56:6).

2- نتحد بالملائكة والقديسين : لأن التناول يجعلنا نشعر أننا واحد مع السمائيين (الكنيسة المنتصرة).

3- نتحد بعضنا مع بعض : لأننا نتناول من قربانة واحدة وكأس واحدة “فَإِنَّنَا نَحْنُ الْكَثِيرِينَ خُبْزٌ وَاحِدٌ جَسَدٌ وَاحِدٌ” (1كو 17:10).

 4- ننال غفران خطايانا : نسمع أبونا يقول فى القداس: “يعطى عنا خلاصًا وغفرانًا للخطايا” وحياة أبدية..

5- ننال الحياة الأبدية كما قال لنا الرب : “مَنْ يَأْكُلُ جَسَدِى وَيَشْرَبُ دَمِى، فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَأَنَا أُقِيمُهُ فِى الْيَوْمِ الأَخِيرِ” (يو 54:6).

6- نبشر بموت الرب : وهذه هى رسالتنا فى العالم.. كل هذا وغيره بركات نأخذها بتناولنا باستحقاق من جسد الرب ودمه.. ولا يوجد أحد مستحق للتناول بدون مراحم ربنا علينا واتضاعه.. فالاستحقاق للتناول ليس معناه (عدم عمل خطية – أو أن نكون قديسين) لكن معناه أن نجاهد ضد الخطية بكل قوة لكى لا نسقط.. ولو سقطنا ستجد باب التوبة والاعتراف مفتوحًا لنا.. وأيضًا يجب أن نشبع روحيًا: هذا عن طريق صلوات الأجبية.. وحضور القداسات.. والاندماج فى حياة الكنيسة من تسابيح وأصوام ومشاركة فى أعياد كنيستنا.. والانتظام فى قراءة الكتاب المقدس.. والخدمة.. وبهذا نكون مستعدين ومستحقين للتناول.

لهذا قال أحد الآباء: من لا تكون الكنيسة هى أمه لا يكون الله هو أبوه، ولو كان استطاع واحد من الناس أن ينجو خارج فلك نوح!! لكان من الممكن أن يخلص آخر خارج أبواب الكنيسة” فالكنيسة هى سفينة النجاة.. التى تجعلنا بصلواتها وتسابيحها نعيش السماء ونحن هنا على الأرض.

كيف تقتنى بركات الحياة الكنسية؟ على الإنسان أن ينظم حياته ووقته لتقديس يوم الرب، بحيث يفرغ نفسه من أى مشغوليات واهتمامات من أجل حضور القداس الإلهى مبكراً حتى يتهيئ روحيًا للاتحاد بشخص المسيح من خلال سر التناول.

زر الذهاب إلى الأعلى