لأنكم قد مُتم وحياتكم مستترة مع المسيح في الله

 

 “لأنكم قد مُتم وحياتكم مستترة مع المسيح في الله ومتى أُظهر المسيح حياتنا فحينئذ تظهرون أنتم أيضاً معه في المجد” (كو 3 : 3 ، 4)

القديس بولس يشير هنا إلى خبرته العملية تجاه الرب القائم من الأموات والتي دخل بها المسيحية تواً . دخل بولس الحياة فمات شاول في الحال.

بعكس الرسل الذين بدأوا برؤية الرب على الصليب وانتهوا برؤيته قائماً من الأموات . لقد دخلوا يأس الموت ثم أشرقت عليهم بهجة القيامة .

لذلك فخبرة بولس أقرب لنا من خبرة الرسل . لسان حال بولس الرسول : أنا حي الآن ، لأن المسيح القائم من الأموات تراءى ودعاني ، وهو الآن يحيا فيَّ ، لذلك مات مني شاول الفريسي بكل حذاقته الناموسية ، مات مني في الحال حال رؤيتي لقيامة الرب ، مات مني باستعلان القيامة وقبولها في أحشائي .

لذلك يؤكد القديس بولس أن حياتنا الآن بعد قيامة الرب وبعد دخول قوة القيامة في طبيعتنا ، لا تتبع قوانین جسد أو دم فيما قبل الصليب ، بل قوانین جسد المسيح القائم من الأموات .

لذلك نحن الآن مائتون بالفعل بموت المسيح الذي أكمله على الصليب ، وقائمون بالفعل بقيامة جسد المسيح من الأموات. لذلك نحن نحيا لا لأنفسنا بعد في هذه الحياة الحاضرة ناظرين لما هو لنا ؛ بل نحيا لمجد الذي مات عنا وقام فأقامنا معه ، لذلك حينما يظهر المسيح في مجده سنظهر معه حتماً،  كشركاء في الصليب وفي المجد معاً. لأننا شهود للصليب وشهود للقيامة ، شهادة حية وليست كلاماً، شهادة سلوك ، وليس منطوق ألفاظ وعقائد . 

فاصل

من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين

زر الذهاب إلى الأعلى