لأنهم لم يقبلوا محبة الحق.. بل سرُّوا بالإثم
“لأنهم لم يقبلوا محبة الحق.. بل سرُّوا بالإثم” (2 تس 10:2)
علينا أن نختار دائماً بين “محبة الحق” وبين “مسرة ولذة الإثم” ، والذي يرفض الأولى يسقط حتماً في الثانية . لأن رفض الحق هو رفض المسيح نفسه بالضرورة . وعلينا أن نربط هذا بقول المسيح إن من علامات آخر الزمان : “لكثرة الإثم تبرد محبة الكثيرين” ( مت 12:24 ) . حيث إن كلمة ” إثم” تفيد خطية الجنس ، والتي هي خطية الشيطان المفضلة ، والتي بها يصطاد خيرة قوى البشرية . أما برودة المحبة فهي تفيد انطفاء نار المسيح التي ألقاها على الأرض والتي شهوة قلبه أن تضطرم في قلب كل إنسان .
المسيح نفسه ينادي هل عندما أجيء أجد فيكم إيماناً وأجدكم ساهرين ؟
هل أستطيع أن أدخل وأبيت في قلوبكم ، وهل تحتملونني ؟ لأنه مكتوب : « ومن يحتمل يوم مجيئه ؟ » ( ملا ۲:۳ ) . نعم سنجاهد إلى أن يجيء ، ونحن واثقون أن جهادنا مُعان ، وصوته الآن يرن في قلوب ذوي الآذان المفتوحة : “لا أترككم يتامى” ( يو 14 : 18) .
إن كلمة السر التي عاشت عليها الكنائس هي : “إذا أُظهر سنكون مثله لأننا سنراه كما هو ” ( 1 يو 2:3 ) ، سنراه كما رأته المجدلية عند القبر ، سيعرفنا في الحال بأسمائنا وسنعرفه كما أحببناه .
ها نحن أمامك ، يا رب ، ساجدين ، ومستعدين لظهورك ومجيئك ، بل نطلب إتيانها بكل سرعة ، وخاضعين لنتغير حسب مشيئتك .
هذا هو الرجاء الذي كان لدى الكنيسة الأولي وجميع القديسين ، أنهم سيرونه كما هو ، ولن يخجلوا منه في ذلك اليوم .
من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين