لغة السمائيين
النظر إلى فوق..
بعد أن إنتهى الفنان العالمي مايكل انجلو من رسم سقف بديع كان من من أروع ما رسمه؛ وجد أنه قد تكونت عنده عادة النظر إلى فوق، لدرجة أنه لم يكن يستطيع أن يقرأ شيئا أو يتأمل في رسم إلا إذا رفعه إلى فوق، لقد نظر مدة طويلة إلى فوق فأصبح من المتعذر عليه أن ينظر إلى أسفل.
وهنا عزيزى الشاب.. قد تتغير عندما تدرب نفسك على التطلع باستمرار إلى أمجاد السماء. سيأتي وقت لن تستطيع فيه أن تنظر إلى أمجاد الأرض.
ببساطة ما معنى الصلاة؟
الصلاة : معناها.. كل كيان الإنسان متصل بالله.
ماذا نعني بكل كيان الإنسان (جسد – نفس – فكر – روح).
في الصلاة الإنسان يبذل ذاته كيف؟
بذل الجسد: لأن المصلي إنسان خاشع واقف أمام الله يردد بلسانه صلاته – رافع يديه – ساجد في خشوع هنا نجد الجسد المبذول في الصلاة أو التسبيح .
بذل النفس: يقول الشيخ الروحاني عن نفسه أثناء وقفة التسبيح “ليت عيني يا مخلصی كانت مصباحأ ودمي زيتاً وأعصابي فتيلاً ولحمى شحماً كل ما بداخلی وخارجي يلتهب بحبك”.
هنا نجد أن الصلاة أو التسبيح ليس وقت معين نقضيه فقط؛ ولا كلمات تردد، ولكن الصلاة هي كيان إنساني يكون في حالة إتصال بالله.
والتسبيح هو أرقى أنواع الصلوات حيث تمجید الله.
هل وقفة الصلاة أو التسبيح صعبة أم سهلة؟
عزیزی.. هل نجد صعوبة في وقفة الصلاة؟
الذي يجد صعوبة في الصلاة، هو إنسان غير باذل لجسده ولا لنفسه ولا عقله، هو إنسان كأنه يؤدي (فرض) فقط. ولكن الحقيقة الصلاة ممتعة ومعزية، لأنها حالة إتصال كياننا بالله في شركة حب وشجو، يجعل النفس صافية وفرحة.
إنها أحلى الأوقات التي يقف فيها الإنسان أمام الله بكل مشاعره يعبر له عما يفرحه ويحزنه وما يقلقه.. إنه يأخذ كل ما يدور بداخله ويلقيه عند قدمي الرب.
كيف يبذل العقل في الصلاة؟
نحن نفكر في الكلام الذي نصلی به أثناء الصلاة لذلك نجد القديس يوحنا الدمشقي يقول: “الصلاة هي رفع العقل لله”.
بمعنى إنك لابد أن تفكر في الكلام الذي تردده في الصلاة قدام الله.
وبذلك تتمتع بوقفة الصلاة وتكون النتيجة الطبيعية كما يقول
الشيخ الروحانی..
+ (طوبى لمن سكر بحبك. طوبى لمن التهب بعشقك. طوبى لمن
صورك في قلبه كل حين).
+ (طوبى للحامل في قلبه ذكرك على الدوام لأن نفسه تسكر دائما
بحلاوتك).
+ (على مذبح الصلاة أضع قلبي تقدمة وذبيحة، فأشعله بلهيب حبك، ولا تبقى لي شيئا يذكرني بذاتی).
هل تجد الصلاة عبئا أو ثقلاً؟
إذا كان كيانك مبذولاً (جسدك – نفسك – عقلك).
هنا نجد الصلاة ممتعة ومحببة وتجد نفسك تشتهيها.
بعض الشباب يشكو قائلا: صلاتي غير مستجابة.. كثير منا له هذه الشكوى.. لماذا
– لأننا نربط الصلاة بالطلبات المادية، وبالتالي نربط استجابة الصلاة بحسب ما تحقق من هذه الطلبات.
لذا لابد أن تعرف..
أن الصلاة في المقام الأول هي: حوار ملكوت “اطلبوا أولاً ملكوت الله وبره..” (مت33:6 ). أي لطلب ملكوت الله وبره.
– كل إنسان واقف في الصلاة، لابد أن يعرف لماذا هو واقف؟.. لأن وقفة الصلاة في حد ذاتها متعة وفرحة بالله وبذلك طلباته الروحية ها تتحقق.. أما المادية؟ تحققت أم لم تتحقق ليس هذا هو المهم.
– لا نجد استجابة الصلاة في الطلبات المادية فقط. نحن نطلبها ولنا ثقة أن الله يحققها بما يجده صالح وفي الوقت المناسب و بالطريقة المناسبة. وأحيانا قد تكون إستجابة الصلاة في عدم إستجابتها فالله يجيب طلباتنا بثلاث إجابات:
- نعم: حين تكون طلبني وفق مشيئته الصالحة لحياتي
- لا: حين تكون طلبتي فيها ضرر لحياتي.
- انتظر: حين لا يكون الوقت مناسبة للإستجابة (حالا).
شمس أم ظل
يقول العلامة أوريجانوس: “الروحيات كالشمس كلنا ننالها سيان، أما الماديات فهي كالظل يعطيها الله حسب حكمته باختلاف، والذي يطلب نور الشمس يحصل عليه لا تأخذه النشوة أو يغمره الحزن سواء غاب الظل أم حضر طال أم قصر لأنه اقتنى ما هو أعظم وهو النور”
الشمس = الروحيات
بمعنى أن كل البشر ينالوا الشمس سیان.. لأن الله يشرق شمسه على الأبرار والأشرار.
الظل = الماديات
الظل يختفى أحيانا، ويكون أمامك وأحيانا، يكون خلفك – قصير – طويل. حسب طول الإنسان وحسب موقعك من الشمس.
صدیقی.. هل خرجت يوم من بيتك وأنت قلق على ظلك هل يكون خلفك أم أمامك قصير- طويل؟
الأجابة بالطبع لا. لماذا ؟
لأنه يوجد ما هو أعظم من الظل أي نور الشمس. لذا لا يصح أن نربط استجابة الصلاة بالطلبات المادية. الآن إذا كنا متفقين إن الصلاة کیان مقدم لله فالتسبيح يوضحها من منطلق آخر.
التسبيح فيه كيان الإنسان كله مقدم لله. كيف؟
الجسد: سهران يسبح وهو واقف منتصب واليدان تتحركان و اللسان يردد والعين تنظر والأذن تسمع.
فهنا نجد التسبيح يجذب الجسد ويقدمه لربنا بطريقة طبيعية وتلقائية.
النفس: تشبع في التسبيح عن طريق نغمات اللحن.
فالتسبيح يشبع نفسية الإنسان عن طريق التنوع في النغم والألحان.
ونجد الكنيسة تقدم لأولادها كم من الألحان والنغمات (فرايحى – حزاینی – سنوي – شعانينی -.. إلخ).
وهذا يتوافق مع نفسية الإنسان لأن طبيعة النفس الإنسانية متغيرة ومتقلبة. وتنوع اللحن لكي يتوافق مع نوعية نفسية الإنسان.
اللحن الواحد.. ممكن نجده بنغمة فرايحى ونغمة حزاینی ونغمة هادية ونغمة عالية.
علي مدار اليوم الواحد نجد.. لحن مبهج مثل سبحوا الله والهتينيات. لحن آخر فيه نوع من التذلل تی شوری. ونوع آخر فيه الصحبة مثل بركاتهم المقدسة.
علي مدار الأسبوع نجد.. يوم الأحد – الأثنين – الثلاثاء: يصلي بلحن الآدام (سريعة).
يوم الأربعاء – الخميس – الجمعة – السبت: بلحن واطس (طويلة)
علي مدار الشهر.. نجد مناسبات مثل كيهك. أو شعانيني في عيد الصليب.
ونجد نغمة فرايحى في الأعياد السيدية – وكل يوم 29 من كل شهر قبطی تذکار البشارة والميلاد والقيامة. وأيام الصوم نجد النغمة الصيامي. وأما بقية السنة نجدها نغمة عادية سنوي.
إذ كنا بذلنا أجسادنا وأنفسنا أمام الله في التسبيح.. كيف نبذل العقل إذن؟
بذل العقل: يكون عن طريق ثلاثة أنشطة يقوم بها العقل
1- يعرف | 2- يتأمل | 3- يفحص |
شئ لم يكن يعرفه | شئ يشد العقل ويستغربه |
بمعنى شئ تفكر فيه. |
مثال:
“السلام لمعمل الإتحاد غير المقترن الذي للطبائع التي أتت معاً إلى موضع واحد بغير اختلاط” (ثيؤطوكية الأربعاء).
ما هو الموضع التي جاءت الطبائع واتحدت فيه ؟ هو بطن السيدة العذراء. في بطن السيدة العذراء كان اتحاد اللاهوت بالناسوت. بغیر اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير.
من ثيؤطوكية الأربعاء طبق على هذه الأمثلة..
– السلام للعبدة والأم..
– الله المستريح في قديسيه..
التسبيح وفرصة التغيير؟
هناك ثلاث تغييرات تحدث أثناء التسبحة..
أولا: نحن نخرج خارج الخطية والماديات ونطلب الروحيات لأن في التسبيح نطلب ونصلی من أجل الروحيات. ونمجد الله.
ثانيا: يحقق حياة الشركة.. نحن نسبح وسط جماعة.. لا يعرف صوت هذا من ذاك.. فالتسبيح يعلمني كيف أخرج من ذاتي واشترك في حياة الجماعة.
ونجد حلاوة التسبيح في الشركة خارج دائرة الأنا.. لأنه ذوبان داخل المجموعة.
والجميل في وقفة التسبيح لا يهم جمال الصوت لأن في الشركة لا تظهر الأصوات الفردية بل الجماعية. إذن التسبيح يخرجني خارج دائرة ذاتی ويدخلني في دائرة الشركة.
ثالثا: التسبيح يخرجنا خارج دائرة الزمن ويدخل بنا دائرة أخرى هي دائرة الأبدية: لذا نقول أن التسبيح… هو انفتاح كيان الإنسان على السماء والأبدية.
لذلك لابد لكي تحيا وتعيش طقس التسبيحة من ثلاث خطوات:
1- تعرف. 2- تفهم. 3- تعيش.
مثلا مناسبة صوم السيدة العذراء.
1- اعرف: – أن صوم العذراء لمدة 15 يوم.
– في طقوس القداس لا يوجد بها أختلاف.
– هناك بعض المردات والألحان التي تقال للعذراء مثل لحن (ايتای بارثينوس). وهو لحن (العشرة أوتار) يقال في التوزيع.
– هذان الأسبوعان تصلي الكنيسة باللحن السنوي.
2- أفهم: لماذا نرتل لحن ( العشرة أوتار)
نرتله لأنه يتكلم عن العذراء وهو مأخوذ من المزامير (حرك يا داود أوتارك العشرة.. حرك الوتر الأول وقال عن العذراء…
هذا هو الفهم للطقوس الكنسية التي تجعل هذه التسابيح محببة ومفهومة لنا جدا.
تسبحة نصف الليل
مما تتكون هذه التسبحة؟ وما هدف الكنيسة منها ؟
هذه التسبحة تحتوي على محطات:
- مقدمة (تين ثينو)
- الهوس الأول.
- الهوس الثاني.
- الهوس الثالث.
- المجمع.
- الهوس الرابع.
- الإبصالية.
- الثيؤطوكية.
- الختام.
- محطة المتحدين.
1- المحطة المجاهدين
– تين ثينو: يعتبر هذا اللحن مقدمة لتسبحة نصف الليل.
قوموا با بنى النور لنسبح رب القوات. لكى بنعم علينا بخلاص نفوسنا. عندما نقف أمامك جسدياً. إنزع عن عقولنا نوم الغفلة. أعطنا يارب يقظة لكي نفهم كيف نقف أمامك وقت الصلاة.
وترتل بلحن نشيط لكى نستعد للسبحة.
وهنا كأن الكنيسة توجه نداءها لأول نوعية من الناس کی تسبح وهم المجاهدين لماذا ؟
لأنه لا يستطيع أحد أن يقترب من الله وهو متكاسل ونائم.
– لكي نقترب من الله لابد من جهاد. وهنا الكنيسة تخاطب المجاهدين.
2- محطة المنتصرين الهوس الأول
كلمة هوس معناها تسبيح
محتواه.. هي التسبحة التي سبحها موسى وبنو إسرائيل عندما عبروا البحر الأحمر ودخلوا داخل برية سيناء.
– حينئذ سبح موسى وبنو إسرائيل بهذه التسبحة للرب وقالوا فلنسبح الرب لأنه بالمجد قد تمجد.
– فأخذت مريم النبية أخت هارون الدف بيدها وخرج في إثرها جميع النسوة بالدفوف والتسابيح.
وكلمات هذا الهوس بالظبط هي سفر الخروج 15.
هنا نجد الكنيسة تأخذ هذه التسبحة وتضعها في البداية أو نقول إنها التسبحة الأولى. إذا كان لحن (تين ثينو) هو لسان حال المجاهدين. فإن الهوس الأول هو لسان حال المنتصرين لأن الجهاد تصحبه نصرة يعطيها الله لنا.
الهوس الأول: يعتبر أصعب هوس في الأربعة هوسات لأنه لا يوجد له نغمة معينة. بل هو ترديد أكثر منه نغم وكلماته كثيرة وهو يسرد ما حدث في قصة العبور.
بعد الهوس الأول يأتي لبش الهوس الأول
وكلمة لبش = تفسير
بمعنى نعيد الكلام مرة أخرى ولكنه ملخص وسريع ونرتله بلحن جميل يسمى لحن (خين أو شوت).
وأنت يا صديقي الشاب ليتك تتذكر إنك (عمق عميق مغمور بماء العالم) ولكنك في إمكانك أن تكون (طريق مسلوك) بمعنی خادم موصل للطريق الأخر طريق الخلاص.
3- محطة الشاكرين: (الهوس الثاني) (مز 136)
وهنا نجد لسان حال الشاكرين، الله الذي خلصهم من كل أذى وشر فنسوا كل العالم وانسحبت قلوبهم لله في لغة الشكر.
اللبش: مارين أوونه.
– فلنشكر المسيح إلهنا مع المرتل داود النبي لأنه خلق السموات وجنودها وأسس الأرض على المياه.
4- محطة المتعزيين: (الهوس الثالث) (تتمة دانيال 3)
هنا تصعد الكنيسة إلى مرتبة أعلى في تسبحة الثلاثة فتية في أتون النار.
ما المحتوى وما هي الفكرة؟
الفتية في أتون النار وجدوا أتون النار وقد صار كالندى بغير تسخين.
– وجدوا عمل الله العجيب معهم فسبحوا، ولكن ليسوا وحدهم بل نادوا كل الخليقة لكي تسبح الله معهم.
– مبارك أنت أيها الرب إله أبائنا ومتزايد علوا إلى الآباد.
– بارکی الرب یا جميع أعمال الرب سبحية وزيديه علوا إلى الآباد.
السموات – الملائكة – المياه – الشمس والقمر – نجوم السماء – الأمطار والأندية – السحب والرياح – جميع الأرواح – الماء والحرارة – البرد والحر – الهواء – النور والظلمة.. وهكذا.
كأن الثلاثة فتية يوقظوا كل الخليقة معهم ليسبحوا رب القوات.
هنا لابد أن نلاحظ ما هو الفرق بين تسبحة موسي (الهوس الأول) وتسبحة الثلاث فتية. وهو عابر البحر وتسبحة الثلاث فتية وهم أيضا في أتون النار (الهوس الثالث).
– في الهوس الأول كانت الضيقة قد مرت.
– في الهوس الثالث كانوا الفتية يسبحون الله وهم في وسط الضيقة.
وهنا كأن الكنيسة تريد أن تقول إذ كنت تريد أن تنمو في محبة الله لابد أن تسبحه وسط الضيق.
– لابد أن تفرح وتسبح حتي والضيقة موجودة وتكون لك ثقة بسماح الله بهذه الضيقة وأن الله له إرادة صالحة من وجود الضيقة في حياتك وهنا تكون التعزية الحقيقية حيث نسبح وسط الضيق.
– هنا النضج في الحياة مع الله لأن وسط الأتون نتقابل مع الرابع الشبيه بابن الآلهه.
الشئ العجيب أن هؤلاء الفتية خارج الأتون لم يروا الرابع بل في وسط الأتون تراءى لهم.
– بعد الهوس الثالث ترتيلة اسمها ابصالية الثلاث فتية.
5- المحطة السمائيين ( المجمع )
لماذا يأتي المجمع بعد الهوس الثالث؟ لأن ما يجعلنا نتعزى وسط الضيق هو رؤيتنا للسماء والقديسين المساندين لنا في ضيقتنا.
وقبل ما ندخل المجمع نجد لحن تين أويه أنثوك – انتبعك بكل قلوبنا ونخافك ونطلب وجهك يا الله لا تخزنا . وهو عبارة عن ربطة ما بين الثلاث فتية وما بين القديسين الذي نتقابل معهم في المجمع.
– بعد المجمع نجد ذكصولوجيات القديسين.
كلمة (ذكصولوجية) معناها (تمجيد) للقديسين.
وبعد أن نتشارك مع السماء في المجمع يأتي الهوس الرابع
6- محطة الفرحینا( الهوس الرابع )
نجد كلمات ونغمة الهوس الرابع تدخل الفرح والبهجة بشكل جميل. وهو عبارة عن ثلاث مزامير 148، 149، 150.
نغمة لذيذة وسهلة.. سبحوا الرب من السموات الليلويا. سبحوه في الأعالی.
لذا نجد الكنيسة تحتفل به في التوزيع الذي هو أكثر لحظات في القداس فرح وبهجة حيث حضور رب المجد في داخلنا من خلال تناولنا منه.
7- محطة المتّلذذين (الابصالية)
كلمة (إبصالية) معناها (ترتيلة) وكل يوم من أيام الأسبوع له ترتيلة خاصة به.
ونجد أن يوم الأحد له ابصاليتين (ابصالية العذراء – ابصالية الأحد)
إبصالية كل يوم تتكلم عن اسم ربنا يسوع المسيح:
الأحد.. طلبتك من عمق قلبي يارب يسوع اعني.
الأثنين.. ألوف ألوف وربوات ربوات يسبحون ويمجدون ربى يسوع.
الثلاثاء.. تعال إلينا اليوم يا سيدنا المسيح وأضئ علينا بلاهوتك العالی.
هذه الثلاث أيام تصلى بنغمة الآدام:
الأربعاء.. فليفرح ويتهلل طالبوا الرب الملازمون كل حين في تلاوة اسمه القدوس.
الخميس.. وأيضا يا أحبائي.. لنبارك اسم الخلاص الذي لربنا يسوع المسيح.
الجمعة.. بالحقيقة قد تقدمت إلي رأس عظيم هو اسم الخلاص الذي لربنا يسوع المسيح.
السبت.. اعطي فرحا لنفوسنا تذكار اسمك القدوس يارب يسوع المسيح مخلصى الصالح.
8- محطة المنتظرين (الثيؤطوكية):
كلمة (ثيؤطوكية) معناها (لأجل والدة الإله) وهي تتكلم عن العذراء وعن رموزها في العهد القديم، ورموز التجسد من العهد القديم وتشرح التجسد. في العهد القديم كانوا منتظرين الله في التجسد. ونحن الآن منتظرين الله في المجئ الثاني..
كل يوم من أيام الأسبوع له ثيؤطوكية خاصة به:
الأثنين.. أشرق جسديا من العذراء بغير زرع بشر حتي خلصنا.
الثلاثاء.. لأنه بإرادته ومسرة أبيه والروح القدس أتي وخلصنا.
الأربعاء.. تطلع الأب من السماء فلم يجد من يشبهك، أرسل وحيده أتي وتجسد منك.
الخميس.. لم يزل إلها أتى وصار ابن بشر، لكنه هو الإله الحقيقي أتي وخلصنا.
الجمعة.. هو أخذ الذي لنا وأعطانا الذي له، نسبحه ونمجده ونزيده علوا.
السبت.. السلام لك يا ممتلئة نعمة السلام لك يا من وجدت نعمة السلام لك يا من ولدت المسيح الرب معك.
الأحد.. المردات متغيرة.
9-محطة الطالبين (الختام)
هنا في الطلبات نطلب ملكوت الله العتيد أن يستعلن ونطلب مراحمه.
ختام الآدام.. مراحمك يا إلهي غير محصاة وكثيرة جدا هي رأفتك.
ختام الواطس.. يا ربنا يسوع المسيح حامل خطية العالم أحسبنا مع خرافك الذين عن يمينك.
وهنا نصل إلى يوم جديد ومحطة جديدة هي محطة المتحدين بالله، من خلال جسده ودمه حيث القداس الإلهي، الذي نبدأه بصلاة باكر وتسبحة باكر لنصل إلى محطة المتحدين.
10- محطة المتحدينا
من خلال القداس الإلهي نتحد بشخصه فيصير فينا ونحن نصير فيه.
وهنا تصرخ الكنيسة للسيد المسيح أن يسكن فيها.. قائلا: فاجعلني واحداً معك.. وسیرنی تحت إرادتك. استدع إليك عقلى وحواسي وإرادتي لتباركها فتكون طوع مشيتك.
تخيل نفسك طالع سلم يوصل من الأرض إلى السماء. كل درجة توصلك لدرجة أعلى.
هل تعلم؟
أن لكاتدرائية ميلانو باب ذو ثلاثة مداخل. نقش على المدخل الأيمن باقة جميلة من الورود وبجوارها هذه الكلمات:
– كل ما يسعدنا إنما هو إلى لحظة.
ورسم على المدخل الأيسر اكليلاً من الشوك وكتب إلى جواره. كل ما يشقينا إنما هو إلى لحظة.
أما المدخل الرئيسي فكتب عليه بأجمل الخطوط. كل ما هو أبدی جدير بكل لحظة.