ما أحياه الآن في الجسد

 

“ما أحياه الآن في الجسد ، فإنما أحياه في الإيمان إيمان ابن الله” (غل ۲ : ۲۰)

هذه الآية توضح قاعدة الحياة التي نحياها في الجسد الآن وهي ” الإيمان” . والإيمان هو إيمان ابن الله نفسه . إذن الحياة الظاهرة في جسدنا الآن هي شكلية ، أما جوهرها فهو المسيح نفسه الذي هو حياتي الحقيقية ، هو غير منظور ولكنه موجود .

هي ليست إذن حياة جسدية ولو أنها حياة في الجسد ، ولكن هي حياة إيمان يربطني بالمسيح الذي أستمد منه الحياة وكل تدبيراتها . صحيح نحن نستخدم الجسد ونستخدم كل ما يحتاجه الجسد وكل ما يتصل بالعالم ، ولكن لا نستمد حياتنا من الجسد ولا مما يقيم أود الجسد ولا من العالم الذي نعمل فيه . وبالتالي فإن ما نتكلمه الآن بخصوص المسيح والحياة ، وإن كانت هي كلمات خارجة من الجسد ، ولكنها صادرة من المسيح الذي يحيا فيَّ . وبالتالي كل تصورات أفكارنا الروحية وإيماننا ورجاؤنا هي ليست من الجسد ، بل من المسيح الذي يعمل فينا بالروح القدس.

وهكذا أيضا كل أنشطة حياتنا وتصرفاتنا في العالم بين الناس ينبغي أن تكون صادرة بالسر من المسيح وليس من ذات الإنسان ، فنضمن أنها تعمل لمجد الله وخلاص الآخرين . صحيح أننا نعمل بالجسد وبالحواس والغرائز والفكر كالباقين ، ولكن الذي يسيطر على الأعمال ويدبرها ويقودها هو المسيح بالروح وليس الجسد . وبدون الإيمان كحركة دائمة متحكمة في القلب والفكر ، وبدون الصلاة كوسيلة اتصال ، لا يستطيع المسيح أن يحل ويعمل فينا لتدبير الحياة . 

فاصل

من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى