مراحمه لا تزول
“مراحمه لا تزول ، هي جديدة في كل صباح” (مر31 : 22)
احذر ، يا أخي ، أن تحيا حياتين ، لأننا نحيا حياة واحدة ، “خليقة جديدة في المسيح يسوع “. فالحياة هي حياة واحدة روحية ؛ ولكن امتدادها على المستويين الظاهرين : المادي والجسدي ، هو مظهر فعلي ملموس للحياة الروحية غير المنظورة.
الحياة الروحية هي حياة غيرمنظورة ، هي حياة باطنية ، حياة مكنونة، حياة سرية ، ولا يمكن أن تعرف أو قاس أو يشهد لها أو يشهد عليها إلا بمظهرها وأفعالها الخارجية فقط ، فلا أحد يعلم ما في داخل قلبك ، ولا أحد يعرف مدى علاقتك بالرب يسوع.
وفعل الحياة الروحية يكون في السلوك اليومي ، وفي العمل الذي تعمله بأي عضو من أعضاء جسدك . وهذا هو الذي يكشف أمام الآخرين.
الحياة الروحية تستطيع أن تغطي الحياة المادية الأرضية ، وتستطيع أن ثبت فاعليتها في التراب ، في الأرض التي نحيا عليها.
معنى هذا : أن الحياة الروحية حقاً، هي الحياة السائدة ، هي الحياة الفاعلة ؛ أما الحياة المادية العملية التي تمارسها كل يوم ، فهي المظهر ، هي الفعل المنظور للحياة الروحية غير المنظورة.
وهكذا إذا كانت الحياة الروحية ، حياة يغذيها الروح القدس فعلاً، فهي حياة تتجدد باستمرار : “هي جديدة في كل صباح ؛ كما يتجدد الدم وخلايا الجسم في الجسد كل يوم . وتجديدها في كل صلاة ، في كل تناول ، في كل سجود ، وفي كل عمل فيه اتضاع وبذل .
من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين