مقدمين بعضكم بعضاً في الكرامة

 

“مقدمين بعضكم بعضاً في الكرامة” (رو ۱۰ : ۱۲)

كانت عثرة التلاميذ الاثني عشر ليلة العشاء هي : أيهما أكبر ليتقدم ويجلس عن يمين الرب. وهنا أعطاهم الرب وأعطانا معهم مثلاً في الاتضاع لا يمكن أن يُمحى على مدى العصور ، ألا وهو خدمة غسيل الأرجل والتي بنيت عليها كل تعاليم الرب ، والتي تلقفتها الكنيسة وجعلتها طقساً أساسياً من طقوسها يوم خميس العهد.

من هذه الروح عينها يعطي الرسول بولس وصيته للكنيسة لا أن يُكرم الإنسان أخاه بالمودة فقط ؛ بل يقدمه في الكرامة حتى على نفسه أيضاً. لماذا ؟ لأن المسيح صنع هذا ، وهو الرب والإله ، فماذا یا تُرى نحن صانعون ؟! 

+ المسيح لم يكتفي بسخرة الميل الواحد لمن يُسخرني ؛ بل زادها ميلاً من عنده ، من رصيد المحبة للأعداء ، لأحوَّل سخرة العداوة إلى محبة ولأرتفع أنا فوق البغضة.

+ المسيح لم يكتف باحتمال ضربة الكف على الخد الأيمن ؛ بل مدَّ يديه ورجليه للصليب ليحول الإهانة إلى ذبيحة شكر والألم إلى مسرة فداء. 

+ المسيح لم يكتف بأن أخلع الثوب لمن أراد أن يبتزه مني ويظلمني ، بل قال لي اخلع له الرداء أيضا لكي أُحول ابتزازه لي إلى حسنة عليه ، وظلمه الي إلى شفقة عليه.

في الحقيقة إن الذي يسير في الخلف هو في النهاية يكبر ، والحب يزداد ، والذي يجلس في المتكأ الأخير هو يرتفع ويسود السلام ، والذي يتوارى عن الأنظار ليجعل الأنظار تنشغل بغيره فقد ربح نفسه وغلب العالم وأرضى الناس ، “ليس لأحد حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه من أجل أحبائه”.

فاصل

من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى