من يحب أخاه يثبت في النور
“من يحب أخاه يثبت في النور وليس فيه عثرة” (ایو ۱۰:۲)
الحب يمثل الثبات ، فالثبات في المحبة هو ثبات في الحق ، والحق نور. والذي يثبت في النور أي في الحب الصادق الدائم لا يكون فيه ظلمة والتي تمثل العثرة . والعثرة هي أن يوقع الإنسان أخاه في خطية . فأصبح الذي يحب أخاه بثبات وصدق يسير في النور ولا يخاف العثرات ، والعثرة في النور تساوي البغضة في المحبة . هذه غير ممكنة ، وتلك غير ممكنة . فغياب العثرة معناه السير في النور ، والسير في النور معناه المحبة الصادقة للمسيح وللأخ.
النور مؤذٍ للعين المريضة ؛ هكذا القلب إن كانت البغضة قد أمرضته ، فإنه لا يقوى أن يواجه المحبة ، أما الذي أخلص للمحبة فهو يُحدق في النور بثبات ، لأن قلبه لا تُلوثه عثرة البغضة . والرسول هنا يركز على الثبات في المحبة كثبوت العين السليمة في النور لأنها ليست مريضة. هكذا الحب تماماً لا يقوى أن يثبت فيه إلا القلب الذي قد خلى تماماً من عثرات البغضة.
لذلك ، فالمسيح ، كعالم بكل ما في الإنسان ، أوصى أن نحب أعداءنا ونبارك ونحسن ونصلي لكل الذين يتفننون في إيذائنا . ولكن لماذا كل هذا التدقيق الشديد في قطع دابر العداوة بل وشبه العداوة من في القلب ؟ أليس ليكون القلب قد خلى تماما من العثرات حتى ولو كانت ضد الأعداء ؟ ولماذا أصر المسيح على القلب المحب للأعداء ؟ أليس لأن الوقوع في البغضة تُلوث القلب المسيحي وتحرمه من الثبات في الله ؟ لذلك ، فإن محبة الأعداء أعظم خبرة مسيحية لنصرة القلب ضد الشيطان نفسه.
من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين